يواصل النظام السوري القصف العشوائي، الجوي والصاروخي والمدفعي، على مخيم اللاجئين الفلسطينيين خان الشيح، في الريف الغربي من العاصمة السورية دمشق، بعد أن أطبق حصاره عليه، في ظل معلومات شبه مؤكدة أن الهدف هو فرض تسوية على المخيم تقضي بتهجير من لا يقبل بها.
وقال الناشط الإعلامي في خان الشيح، أسامة الشامي، لـ”العربي الجديد”، إن “الأوضاع في المخيم تتدهور بشكل متسارع عقب إطباق الحصار عليه، حيث يعاني سكانه من نقص شديد في المواد الغذائية والطبية، إضافة إلى انعدام الخدمات من مياه الشرب والكهرباء والاتصالات”.
ولفت الشامي إلى أن “القصف يركز على المناطق السكنية داخل المخيم، رغم عدم وجود أي مقرات عسكرية، حيث رفضت الفصائل المعارضة وجود تجمعات لها داخل المخيم لتضمن تحييد المدنيين عن الأعمال العسكرية، إلا أن النظام يقوم باستهدافهم بشكل مباشر للضغط على الفصائل وفرض التهجير، كما فعل في داريا وقدسيا والهامة”.
وأضاف: “قبل فرض الحصار الخانق، كان المتنفس الوحيد للمخيم بلدة زاكية، التي تتصل به بطريق طوله نحو 5 كلم. لقي عدد كبير من أبناء المخيم مصرعهم على هذا الطريق وهم يحاولون إدخال بعض المواد الغذائية والطبية”، مبينا أنه “يوجد في المخيم مستشفى ميداني وحيد يفتقر إلى المعدات والأدوية والكوادر الطبية، في وقت لم تدخل المنطقة طوال الحصار أي من المنظمات الإنسانية. توجد بعض المؤسسات الإغاثية الصغيرة في المخيم التي تقدّم بعض المساعدات، لكنها تعجز عن تلبية احتياجات الأهالي المتزايدة”.
ويشار إلى أن خان الشيح منطقة ذات طبيعة صخرية وعرة ومحاطة بكتلة كبيرة من الكتائب والألوية التابعة لقوات النظام، منها اللواء 68، وتلة ركيس، واللواء 121، والفوج 90، والفوج 137، وهو أهم فوج مدفعية في جنوب سورية.
وذكر الناشط الإعلامي أن “المخيم يقع على أوتستراد السلام الذي يصل العاصمة دمشق بمدينة البعث في القنيطرة جنوباً، ويبعد 25 كيلومتراً عن دمشق، وقد خرج عن سلطة النظام مطلع عام 2013، إضافة إلى مناطق محاذية له تسمى منطقة سكيك ومنطقة منشية خان الشيح ومزارع خان الشيح ومنطقة مزارع 68”.
وأكد أنّ “المخيم كان خارج دائرة اهتمام وسائل الإعلام طوال السنوات الماضية، وأنه يضم نحو 12 ألف فلسطيني، إضافة إلى آلاف النازحين السوريين الهاربين من الفقر والعمليات العسكرية من مختلف المناطق”.
وذكر الشامي أنّ “المسؤول عن حماية أمن المخيم هو فصيل لواء العز التابع لأكناف بيت المقدس، المكوّن من أبناء المخيم الفلسطينيين”، مبينا أن “اللواء 68 التابع للقوات النظامية يفصل بين خان الشيح ومناطق تمركز جيش الحرمون وقرى جبل الشيخ”.
وأفادت مصادر من خان الشيح، في حديث مع “العربي الجديد”، بأن “هناك مفاوضات بين ممثلي النظام ووفد مفاوض من الفصائل، حيث يصر النظام على تهجير أعداد من المقاتلين والرافضين لتوقيع تسوية تقضي بأن يعيشوا تحت سلطته إلى إدلب في الشمال، والتي أصبحت وجهة المهجرين إن كان من حمص أو دمشق وريفها، في حين يوجد في المخيم مقاتلين ونازحين من القنيطرة ودرعا، في جنوب البلاد، حوصروا في المخيم قبل سنوات ويودون اليوم العودة إلى مناطقهم التي يخضع معظمها لسيطرة الفصائل المعارضة. الأمر الذي يعطل التوصل إلى اتفاق يوقف القصف التي يعتمده النظام كوسيلة ضغط”.
ويعتمد النظام سياسة الحصار والتجويع المترافق مع القصف والقنص، لإيجاد أكبر عدد من الجرحى المحرومين من العلاج في جميع المناطق المناهضة له في دمشق وريفها وحمص وريفها، بهدف إعادة فرض هيمنته عليها، وقد نجح بذلك في أحياء حمص القديمة وداريا بريف دمشق.
العربي الجديد