لم يكن للانتخابات الرئاسية الفرنسية دور في السياسة الداخلية لعام 2017 فحسب، بل حملت معها صورة واضحة عن سياسة فرنسا المقبلة تجاه علاقاتها مع القوى الإقليمية الكبرى والكثير من الصراعات والحروب في الشرق الأوسط، وليس هناك قضية تتصدر المشهد العالمي كالحرب السورية، فما هي مواقف ونوايا كل من مرشحي الرئاسة الفرنسية اتجاه رأس النظام “بشار الأسد” واستخدامه للكيماوي في إدلب، ليبقى التساؤل حول مصير الأسد المجهول في سوريا، ماذا سنفعل؟؟.
*المرشح إمانويل ماكرون: بشار الأسد عدو للشعب السوري
بين آراء متضاربة ومواقف مختلفة، بين محب وكاره للأسد هناك تصريحات ومواقف متباينة للمرشحين الفرنسيين فقد أبدى المرشح الفرنسي “إمانويل ماكرون” رأيه حول قضايا الملف السوري، التي حملت شكلاً إيجابياً, إذا دعا بشكل واضح إلى دعم التدخل ضد نظام الأسد بعد الهجوم الكيماوي الذي استهدف مدينة خان شيخون، كما رفض فكرة تدخل فرنسا وفرض سلطتها على السياسة الداخلية الفرنسية، واتهم روسيا بأنها تعمل ضد حملته الانتخابية للرئاسة الفرنسية.
“إمانويل” المرشح الأصغر في الحملة الانتخابية الفرنسية، أعلن عن ترشحه للانتخابات الرئاسية في 16 نوفمبر عام 2017 بعد تأسيسه في نيسان 2016 “حزب إلى الأمام” ذو التوجهات الوسطية.
*المرشحة مارين لوبين: ستنقل فرنسا إلى أحضان روسيا
احتلت زعيمة الجبهة الوطنية “مارين لوبين” المرتبة الأولى من ناحية نفوذها وتأثيرها في عام 2016، التي بينت أن الرادع الوحيد ضد تنظيم الدولة هو الأسد، كما اعتبرته الحل الأكثر طمأنينة, فهي تعارض فكرة التدخل ضد نظام الأسد وتريد أن تصبح العلاقات أقوى مع موسكو، كما رفضت وعارضت الضربات الأمريكية التي قام بها الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” على مطار الشعيرات في ريف حمص الجنوبي.
*المرشح جان لوك ميلونشون: معاً ضد التدخل الأمريكي في سوريا
ميليونشن زعيم حزب اليسار الصغير (65 عاماً) يتراجع عن موقفه بعد الضربة الأمريكية على مطار الشعيرات رداً على الهجوم الكيماوي ويعتبر هذا التصرف خطأ, ويمكن أن يزيد شدة التوترات، بعد أن طالب الأمم المتحدة سابقاً بمعاقبة المسؤولين عن المجزرة قائلاً: “إن كل من يستخدم الكيماوي يجب معاقبته”.
“ميلونشون” المرشح الذي أبدى برأيه أن تدخل روسيا في الملف السوري سيقضي على تنظيم الدولة وأنه سيحل المشاكل والعقبات، كما أنّه أيد فكرة دخول تنظيم pyd في العملية السياسية.
*الجمهوري فرانسوا فيون: يطالب بالمفاوضات ويلتزم الصمت إزاء المجازر
فرانسوا فيون البالغ من العمر (65 عاماً)، ينتمي لحزب الجمهوريين، كان سابقاً يتولى رئاسة الوزراء خلال حكم الرئيس الفرنسي السابق “نيكولا ساركوزي”.
قام فرانسوا بزيادة تمكين علاقته مع القوى الإقليمية الكبرى, إذ وضح أنه سيقوم بتوطيد علاقات فرنسا مع موسكو لكنه في نفس الوقت يريد أن تبقى فرنسا حليفاً قوياً ومهمّاً للولايات المتحدة والناتو.
كما وضح “فيون” الحاجة ليكون هناك حوار مع رأس النظام، الأمر الذي سيسمح بممارسة فرنسا وحلفائها دوراً في حل المشاكل حسب وصفه.
علماً أنه دعا جميع الأطراف إلى إجراء مفاوضات خلال الحصار الذي جرى في حلب والتزامه الصمت خلال تلك الفترة.
سواء أكان هذا أم ذاك من يتسلم قصر الأليزيه في القريب العاجل بدلاً من “فرانسوا أولاند” لا يجعل الشعب السوري يعلق آماله على شخص بعد ست سنوات من القتل والدمار في حرب شنها الأسد المدعوم من قبل المرتزقة القادمة من كافة أصقاع الأرض لإسكات صوت الحق في سوريا.
المركز الصحفي السوري – ديانا مطر