قالرئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس عقب تفججيرات باريس اول امس الجمعة، إن بلاده لا تنوي وقف غاراتها في سوريا. وحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم السبت قادة عالميين ينتظر حضورهم إلى قمة العشرين في بلاده على منح الأولوية لمكافحة الإرهاب قائلا إن هجمات باريس أظهرت أن وقت الاكتفاء بالكلام قد ولى.
وألغى أولوند مشاركته في قمة العشرين المقررة في أنطاليا التركية بعد إعلان حالة الطوارئ في أنحاء فرنسا للمرة الأولى منذ 1945. وسيحضر بدلا من أولوند وزيرا الخارجية والمالية.
وقال أولوند بعد اجتماع طارئ لقادة الأجهزة الأمنية “يجب على الدولة أن تتخذ الاجراءات المناسبة في مواجهة حرب.” وأعلن أيضا الحداد لمدة ثلاثة أيام.
ونكست الأعلام وأغلقت دور السينما والمسرح وأماكن ترفيهية أخرى رغم أن المدارس والجامعات ستفتح مرة أخرى بعد غد الاثنين وهو الموعد الطبيعي.
وأضاف أولوند “فرنسا لن تكون رحيمة تجاه متوحشي داعش” مستخدما الاختصار العربي لتنظيم الدولة الإسلامية.
وخلال زيارة لفيينا قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري “نشهد نوعا من فاشية العصور الوسطى والحديثة في نفس الوقت.”
وقال تنظيم الدولة الإسلامية في إعلانه المسؤولية عن الهجمات إنها جاءت ردا على حملة فرنسا ضد مقاتليه.
وبث تنظيم الدولة الإسلامية تسجيلا مصورا لا يحمل تاريخا قال فيه متشدد من التنظيم إن فرنسا لن تنعم بالهدوء ما دامت تشارك في الغارات التي تقودها الولايات المتحدة ضدهم.
وقال المتشدد الذي كان يحيط به مسلحون آخرون “ما دمتم تقصفون لن تعرفوا الامان وستخافون من مجرد الخروج إلى الأسواق.”
وقال المدعي العام في باريس إن 129 شخصا قتلوا في الهجمات وإن المصابين 352 بينهم 99 لا تزال حالتهم حرجة. وفجر ستة مهاجمين أنفسهم وقتل آخر برصاص الشرطة. وربما كان هناك مهاجم ثامن لكن ذلك لم يتأكد حتى الآن.
وتدفق أقارب وأصدقاء على مستشفيات باريس السبت بحثا عن مفقودين منذ مساء الجمعة ويعتقد أنهم كانوا في قاعة مسرح باتاكلان.
* حالة طوارئ..
وبعد نقله من الاستاد القريب من التفجيرات أعلن أولوند حالة الطوارئ وذلك للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية. وأعيد فرض الرقابة على الحدود بشكل مؤقت لمنع منفذي الهجمات من الهرب.
وتم تعليق مسابقات رياضية محلية وإغلاق متاجر فيما صدرت أوامر بإغلاق المدارس والجامعات والمباني البلدية السبت. لكن من المتوقع استمرار بعض خدمات السكك الحديدية والطيران.
لكن فرنسا قالت إنها ستستضيف قمة تغير المناخ في باريس في نهاية الشهر الجاري طبقا للموعد المقرر وسط تشديد الإجراءات الأمنية.
وتمت تعبئة أجهزة الطوارئ وألغيت إجازات الشرطة فيما جرى إرسال تعزيزات قوامها 1500 جندي إلى منطقة باريس واستدعت المستشفيات أطقمها للتعامل مع الإصابات.
وقال شاب يدعى سيلفستر كان في استاد فرنسا وقت وقوع التفجيرات إن هاتفه المحمول انقذه عندما استخدمه للحماية من الحطام المتساقط عليه.
وأضاف وهو يمسك هاتفه المحمول الذي تهشمت شاشته “الهاتف المحمول هو الذي تلقى الضربة.. هو الذي انقذني ولولاه لسقطت قتيلا.”
وتحدثت صحف فرنسية عن “مذبحة” و “رعب”. وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة “لو فيغارو” يقول “الحرب في قلب باريس″ بينما وضعت خلفية سوداء وصورة لأشخاص يتم إجلاؤهم على محفات.
وكانت فرنسا في حالة تاهب قصوى منذ أن هاجم مسلحون إسلاميون الصحيفة ومتجرا للأطعمة اليهودية في يناير كانون الثاني مما أدى إلى مقتل 18 شخصا.
ووحدت تلك الهجمات فرنسا لفترة وجيزة في الدفاع عن حرية التعبير. وجرى تنظيم مظاهرة شارك فيها أكثر من مليون شخص لكن تلك الوحدة انهارت بعد ذلك عندما حققت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان مكاسب على حساب الحزبين الرئيسيين بتوجيه اللوم في مشكلات فرنسا الأمنية على الهجرة والإسلام.
وقاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل حملة تضامن عالمية مع فرنسا. وندد الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون “بالهجمات الخسيسة” في حين وصف البابا فرنسيس عمليات القتل بانها “وحشية”.
وأمرت فرنسا بتعزيز الأمن في مواقعها في الخارج كما شددت بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وروسيا وبلجيكا والمجر وهولندا الاجراءات الأمنية.
وقالت الشرطة البريطانية إن إخلاء مطار جاتويك في لندن السبت يتعلق باكتشاف سلاح ناري في صندوق وإن رجلا من فرنسا عمره 41 عاما قد اعتقل.
من مسافة قريبة..
كان جولين بيرس وهو صحفي من محطة أوروبا1 الاذاعية داخل قاعة الموسيقى عندما بدأ اطلاق النار.
وقال بيرس في مقابلة تلفزيونية إن عددا كبيرا من الشبان مسلحين لم يكونوا ملثمين دخلوا القاعة اثناء الحفل الموسيقي وهم مسلحون ببنادق كلاشنيكوف وبدأوا في “اطلاق النار عشوائيا”. وأضاف “كانت هناك جثث في كل مكان”.
وقال بيرس بعد أن لاذ بالفرار إلى الشارع من أحد أبواب قاعة المسرح وهو يحمل فتاة مصابه إن المسلحين أطلقوا النار على ضحاياهم من الخلف وقتلوا بعضهم باطلاق النار عليهم من مسافة قريبة ثم أعادوا حشو أسلحتهم وأطلقوا النار مرة أخرى. (ر
ويترز)