“رجع أيلول و أنت بعيد بغيمي حزيني قمرها وحيد بيصير يبكيني شتي أيلول و يفيقني عليك” وقطع البكاء صوتها عند كلمة “يا حبيبي”، غنت فاطمة وهي تنظر إلي هذه الأغنية لفيروز.
“اللّهمّ أجرنا من قهر الرّجال” , عبارة تتردد على الأسماع ، تخفي في طياتها جبال من الأحزان.
فكيف إن كان القهر يحطّ رحاله على قلب امرأة فقدت معيلها ومؤنسها و متّكأها في لحظات ضعفها وعوزها حاليا؟
في مخيّمات دير حسّان تروي لنا خيمة قصة امرأة يظهر عليها تجاعيد الزّمن وقهر أيّامه الحبلى بالشّدائد والكروب والمعاناة.
خيمة تقبع وسط هدوء من الحزن، و رقع من قماش بعدّة ألوان وحدّها الألم مع بعض الخيوط التّي ربطتها ببعضها البعض ربطتها فاطمة علها تقي برد الشتاء القاسي على أهل المخيمات السورية.
“كنت أعيش في بيت لن أصفه بالقصر ، إلاّ أنّه أعظم عندي من قصر العظم في دمشق وأكبر عندي من قصر توبراك في لندن أمّ الضّباب” ،
مسحت فاطمة ذات الثلاثين عاماً بيدها التي قست وتشققت، ثم انحدرت من عينها دمعة سوداء تخط طريقها على وجهها وتكمل: ” كنّا نعيش حياة الفلاحين البسطاء الذين لا يعكّر صفوهم إلاّ أمر جلل، كان بيتنا في قرية بنين التي لطالما حسبتها شامة على خدّ جبل الزاوية مؤلفاً من 3 غرف في بيت ريفي، فكما هو معهود على بيوت الرّيف غرفها الواسعة.”
في الأيام الأولى من شهر أيلول،2013 أنهت طائرات النّظام السوري سعادتنا، حياتنا وآمالنا بقصفها بيتنا وقتلها زوجي وسندي “حسّان”.
يذكر الدكتور جواد أبو حطب الّذي شغل منصب رئيس الحكومة المؤقتة سابقاً أنّه تظهر إحصائيات مرعبة في شمال غرب سوريا وجود 200 ألف يتيم تحت سن 18. و 200 ألف شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
و45 ألف امرأة أرملة من غير معيل وعدد الأطفال يقارب مليون وأربعمئة ألف طفل.
فإلى متى تستمرّ ملاحظة العالم لنا كإحصائيات وأرقام فقط !!!!!!
محمد المعري/ المركز الصحفي السوري