المواطن السوري لا يكاد ينتهي من أزمة حتى تطرق الباب أزمة جديدة، فبعد المحروقات و الخبز والغاز، اليوم تشهد أسواق دمشق وحلب ارتفاعا جنونياً بأسعار الألبان والأجبان و السبب هو التصدير .
بعد فتح النظام لقنوات اقتصادية مع بعض الدول مثل الأردن و لبنان و العراق، بدأت منتجاته بالولوج إلى الأسواق الخليجية وخصوصا بعد التوجه العام لتلك الدول نحو مقاطعة المنتجات التركية وهي المنافس الأقوى لمنتجات النظام، و هذا ما أثار غضب الشارع السوري في مناطق سيطرة النظام وخصوصا أنه يمس مادة حيوية تدخل في الطبق اليومي للمواطن السوري و لا يمكنه الاستغناء عنه، حيث بدا ذلك واضحا من تعليقات الناس على المنشورات التي تحدثت عن الموضوع.
قالت إحدى الصفحات في معرض حديثها عن الموضوع ” قد تكون هذه المبادرة حسنة النية في حال كان هناك منتج يعاني من صعوبات تسويقية ومن فائض إنتاج
وتكون مدمرة إذا طالت قطاعات متهالكة مثخنة بالجراح كالقمح والفروج والحليب واللحوم، لذلك نطالب بإيقاف_تصدير منتجات الأجبان والألبان بشكل فوري وسريع ليكتفي المواطن ببعض ماتبقى له من قوت يومه.. !!”
كما نلاحظ فالمنشور ذو دلالات و واضح منه الحنق و كم الغضب من الموضوع، بدوره أحمد العلي علق على الموضوع و قال
” لما لا تطالبون بتخفيض سعر الأعلاف التي هي سبب غلاء الأجبان والألبان، حيث وصل سعر الكيلو العلف الى 750 ليرة “.
هنا يحاول أحمد تقديم تبرير يبعد التهمة عن النظام في افتعال الأزمة و يلقي باللوم على أسعار الأعلاف التي كانت هي السبب وراء ارتفاع الأسعار من وجه نظرة وليس التصدير .
أما محمد هايل فيقول ” صدقوني سيصل الشعب السوري لحد المجاعة قريبا إذا ما استمرت السياسة الاقتصادية بهذه العقلية “.
وعند بحثنا عن وجهة النظر الحكومية وهي الغائبة دوما، وجدنا أن المبررات قد تكون هي الدخل الذي ستؤدي له حالة التصدير و الحصول على الدولار والعملة الصعبة التي ستقوي الاقتصاد المتهالك ولو كان ذلك على حساب لقمة المواطن وقوت عيشه .
ويبقى السؤال هل ستلقى تلك الدعوات آذان صاغية من مسؤولي نظام الأسد أم أنها ستكون ككل الأزمات التي مرت على الناس دون أي حل.
بقلم : ضياء عسود
المركز الصحفي السوري