لم يسعف التاريخ عبر كل العصور إلا من كان له الحظ والسلطة والقوة، وكما يقال (التاريخ يكتبه الأقوياء)، وقد عرفنا في صفوفنا عندما درسنا مادة التاريخ أن العرب والعروبة، والتاريخ الإسلامي حافل بالخونة، الذين تقلدوا الحكم من عصر لعصر بالقتل والانقلابات والخيانات والاتفاقيات الزائفة!
ولكن شئيا واحدا أغفلناه مع (شناتينا وكتبنا ودفاترنا)، هو أن التاريخ لمن يدفع أكثر، ويعمل أكثر على سحب البساط لمصلحته وقت الضيق، وعندما تتحول كل الأجندات لـ (أنا ومن بعدي الطوفان) لم يعطنا أستاذ التاريخ مادة خاصة بكيفية التعامل من يطعنك بالظهر كمن نقرأ عنه بالكتب، كنا فقط نقرأ الشخصيات بشكل سطحي، كانت المسألة لا تعنينا حقا، فقط كتحصيل حاصل لأي دراسة أخرى!!.
إن العروبة كذبة كبرى وإن كل حكامنا بيادق أدمنت العروش والمساحات الشاسعة والأشجار الغناء والجواري، ولم يعلمونا كيف نتعاطى مع التاريخ إن كنا نحن من يحتاج لكتابته ونحن المعنيين.
عندما تقع بلد بطوله وعرضه تحت سطوة الجلد من القريب والبعيد والقاصي والداني، فماذا نفعل؟، وعندما يتحول القاتل لإنسان يثنى عليه ويتقلد (النياشي) يصبح كل شيء نشاهده عن العروبة مجرد حكاية بونيكيو الذي يطول أنفه بعد كل كذبة، وإنما بشكل لا يتوقف هنا!
ملوك العرب الذين طالما تغنوا بالأمة العربية التي لا يفرقها أحد، كانوا أشد طعنا من كل عدو، وتحضرني عبارة (حتى أنت يا ملك البحرين الشقيق)!!
وأقلب صفحات أراها على المواقع وهو يحمل سيفا، أنا سيف دمشق ليهديه للقاتل، ويال فضيحة المعادلة عندما نكون كسوريين معنيين فقط بأن نقتل بسيفنا!!!!
وهل من طامة أكبر من طامة تآخى فيها الأخ والعدو عليك أسوة بكل محفل للعصور التاريخية، لم يكن المشهد منمقا كأن مشهد قتل آخر، يحضر فيه القاتل والمساعد وإدارة القتل، ويا له من تفاخر ويا له من موجع أن يحضر رمزك في المشهد ككومبارس ليتقلد به بطل الإجرام ويزيد قتلا وجبروت..
أين من قال أننا أمة عربية واحدة، فليأتي إلي هنا كي أقيم عليه الحد دون أن ألوث سيفي الدمشقي.
المركز الصحفي السوري ـ زهرة محمد