“الواسطة والمحسوبيات”، صفتان لازمتا الدوائر والمؤسسات في حكومة النظام، فمنذ نعومة أظفارنا تربينا نحن السوريون على هذا المبدأ، ومن ليس لديه مسؤولا في كل دائرة يحقق له مبتغاه ستكون نهايته وشيكة وسيرحل يائسا شاكيا لله ضعفه وقلة حيلته، ليواجه قسوة الحياة بمفرده.
ومع بدء عام دراسي جديد، هم الطلاب الوافدين من غير مقرات الجامعات تأمين سكن جامعي يوفر عليهم أعباء الإيجارات المرتفعة وصعوبة تأمينها وبالأخص إن كانت الشقة مفروشة ببضع الحاجيات الأساسية، ليستغل أصحابها ذلك بفرض قسط كل 3 أشهر كحد أدنى دون فواتير الماء والكهرباء وغيرها، فتراهم يتهافتون جموعا أمام مقرات السكن عند فتح باب التسجيل ليغنموا الفرصة ويلتزموا الدعاء بعد ذلك والصلوات علّهم يجدون أسماءهم في قائمة المقبولين لتفتح أمامهم كما يقال “طاقة من الجنة”.
عادت “يمان” من مدينة حماه مستاءة بعد أن أكملت تسجيلها في أحد معاهد النظام، وأخبرتنا عن السبب ووجهها يتلون غيظا وامتعاضا من الأساليب غير الأخلاقية التي يعامل بها طلاب المدن الخاضعة لسيطرة المعارضة:” طلب مني أحد الموظفين في المعهد أن أذهب وأغتنم الوقت وأقدم طلبا للتسجيل في السكن الجامعي، لأن عائلتي لا قدرة لها على تحمل أعباء الإيجارات المرتفعة، وبعد أن وصلت للسكن ضحك الوظف ساخرا في وجهي عندما عرف أنني من ادلب، وقال لي لم نفتح باب التسجيل بعد وبكل وقاحة قال لي “جيبي واسطة لنسجلك”، لم أعرف حينها كيف أتصرف فإنني مرغمة أن أكمل دراستي في مناطق النظام كون شهادتي ثانوية صناعية ولا أستطيع دفع أقساط الجامعة الحرة في مدينتي”.
أما بالنسبة للسكن الجامعي في حلب فهو ليس بأفضل حال، علما أنه كان مقرا للنازحين الوافدين من مناطق حلب الشرقية قبل اتفاقية التهجير، وبعد سيطرة النظام على كامل تلك الأحياء لم تصدر أي قرار يدعو برحيلهم وإعادة تأهيل الوحدات السكنية لتعود وتستقبل الطلاب الذين أنهكتهم الإيجارات ومهمة البحث عن شقة مناسبة بأقل التكاليف الممكنة.
يزعم موالو النظام أن الحرب انتهت في سوريا بفضل بطولات وتضحيات جيشه الباسل، لكن لم يعلموا أن الفساد ارتقى درجات عليا من عمر هذه الحرب، وبات يعيث في كل مكان تحت سلطتهم، فيتوجب عليكم أن يستيقظوا من غفوتهم ويدركوا أي حرب انتهت وأيقظت معا حربا أخرى قد لاتظهر نتائجها الآن.
المركز الصحفي السوري_ سماح الخالد