عاد النظام الحاقد من جديد لإرسال صواريخ الموت للأهالي في مدينة إدلب المحررة، غير آبه بحرمات البيوت وأرواح الأبرياء، فمسلسلات الرعب والدمار لم تنقطع معلنة استمرارها لاستنزاف أرواحهم، والخراب والقتل سلاح العجز الذي طالما كان السمة الأكثر وصفاً لنظام يقتل شعبه، من خلال سياسته المتبعة الأسد أو نحرق البلد.
ليلة الأمس كانت الأعنف على الأبرياء 30/5/2016 مع سكون الليل وعتمته أرسلت الطائرات الروسية المتباهية بمهارة صنعها وقوة تدميرها وكأنها صنعت خصيصاً لقتل الشعب السوري المسالم أينما وجد المطالب بحرية العيش وراجياً من ربه سلامة أرواح فلذة الأكباد ضحايا الحقد وحطب الحرب،
يقول أبو مروان (34 عاماً) من مدينة إدلب ” لم تكن سوى لحظات من دخولي المنزل حتى علا صوت انفجار قوي معلناً إفراغ الطائرة لصواريخ الموت والدمار.. وتعالت صرخات الأهل وبكاء الأطفال.. يا إلهي لم أستطع تهدئة الأولاد أسرعت بهم للطابق السفلي راجياً لهم النجاة، لكن رأيت ماكنت أخشى رؤيته من جثث الأبرياء لقد استشهد ابن الجيران (الطفل ليث) ودهشة المشهد ألجمتني عن الكلام”.
لقد استهدف الطيران الروسي عدة مواقع في المدينة وفي أماكن متفرقة وطبعاً من أولى استهدافاته المشفى الوطني ليمنع حتى معالجة المصابين.
يكشف أبو علاء من سكان المدينة “لم تشهد البشرية جمعاء كما نشهد نحن السوريون من حقد بلا نهاية من نظام لم يعرف الرحمة يوماً حتى على أبنائه، لقد حملت يداي المرتجفتين صديقي مالك عز الدين بعد مفارقته للحياة جراء القصف”.
” لقد عانى المحامي مالك 12 عاماً من الذل والهوان في سجن تدمر بعد اعتقاله من قبل الأب حافظ في الثمانينات وكان في مطلع العمر وها هو الأن أحد ضحايا حقد الابن بشار الذي قضى على ما تبقى من حياته وبرفقته ابنه الشاب أنس عز الدين ..يا الله لقد تربى بشار على يد طاغية أورثه الحقد على من بقي من الشعب”.
كما وتكشف الأنباء عن استشهاد صفوان دعبول الذي سبقه حقد النظام على استمرار مسيرته الخيرية والتي كانت تقضي بمشروعي كرنفال حياة 2 ومشروع إفطار الصائم في رمضان، ففي ليلة الأمس وعند إطلاق الطائرات الروسية عدة غارات على مدينة إدلب أدت لاستشهاد العديد من المدنيين حيث هرع صفوان لانتشال الأطفال من تحت الركام وتأدية واجبه الإنساني في إسعاف الجرحى فكانت الغارة الثالثة على الموقع كافية لتنهي حياته المشرفة.
وماتزال فرق الدفاع المدني تستخرج الشهداء والمصابين من تحت الأنقاض حيث أن المولود في مدينتا إدلب يولد من تحت الأنقاض وليس من بطن حرائره من النساء.
تصرخ أم عبدالله(40 عاماً) من أحرار إدلب “تحولت أطفالنا ونساء مدينتي إلى أشلاء بين ركام منازلهم المدمرة فوق رؤوسهم.. لم يكن ذنبهم إلا كونهم من أبناء الوطن المطالب بالسلمية ..يا رب ارحم نفساً تتألم ولا تتكلم.. يا رب أنت ولي المستضعفين فخذ بناصية قاتليهم واحفظ أرواحهم في سمائك العادلة”.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد.