تتكرر مشاكل امتحانات الثانوية العامة في مناطق شمال سوريا التي تعرف بمناطق “درع الفرات” و”غصن الزيتون” و “نبع السلام” كل عام، ولعل أبرزها هي مشكلة ورود أسئلة في الامتحان من خارج المناهج المطلوبة.
أعرب العديد من طلاب الثالث الثانوي من الفرعين العلمي والأدبي عن سخطهم عقب انتهاء العملية الامتحانية في مناطق شمال سوريا التابعة للنفوذ التركي، وذلك إثر ورود أسئلة من خارج المنهاج المطلوب.
اشتكى الطالب “أحمد الجاسم” من ورود أسئلة غريبة وغير واضحة في مادة الرياضيات مبيناً أن 50 % من الأسئلة كانت من خارج المنهاج المطلوب كما وردت 25% من الأسئلة في مادة التاريخ من خارج المنهاج المقرر.
وأوضحت الطالبة هدى أن ضيق الوقت لم يمكنها من الانتهاء من حل جميع الأسئلة في مادة الرياضيات مشيرة إلى أن نصف الأسئلة كانت “أسئلة ذكاء” تحتاج لوقت إضافي كونها لم ترد في المقررات المطلوبة.
من جهته قال الطالب عدي منصور “إن أسئلة الامتحان لم تكن مناسبة ولم تتطابق مع المقررات التي نشرتها مديرية التربية، إذ وردت أسئلة من خارج المنهاج المقرر في بعض المواد كالرياضيات والتاريخ واعتمدت أسئلة اللغة الإنجليزية واللغة التركية على الترجمة أكثر من القواعد وهذا ما لم نعتاد عليه ولا يناسبنا كطلاب ثانوي”.
ناشد العديد من الطلاب مديريات التربية والتعليم للعمل على تعديل درجاتهم وتعويضهم في المواد التي جاء فيها الخلل، مشيرين إلى أن ورود أسئلة من خارج المقرر قد يتسبب برسوب العديد من الطلاب لاسيما وأن معظم الطلاب من المنقطعين عن الدراسة لسنوات وذلك بسبب الحرب والتهجير القسري وتردي الأوضاع المعيشية.
بدوره أوضح “محمد عثمان” أمين سر شعبة الامتحانات في مديرية التربية والتعليم في مدينة الباب للمركز الصحفي السوري أن سبب تكرر مشكلة ورود أسئلة من خارج المقررات يعود للمنهاج المتبع، إذ أن المنهاج المتبع لا يتوافق مع المناهج التركية وبالتالي لا تتوافق الأسئلة، مشيراً إلى أن وزارة التربية التركية هي من تضع أسئلة الامتحان.
وقال “نلاحظ دائماً وجود أسئلة ذكاء في الامتحان كما هو مقرر بالخطط والمناهج التركية في المراحل الاعدادية والثانوية، ولا يمكننا جمعها في مقرر واحد وبسنة واحدة كونها موزعة على مراحل عدة”.
وأضاف “إن الحل لهذه المشكلة إما تغيير المنهاج وهذا صعب جداً لأن الأمر سيكون له أبعاد سياسية، أو أن تكون الشهادة الثانوية صادرة عن المناطق المحررة ويعتمد الاعتراف بها بعد خضوع الطلاب لامتحان اليوز”.
الجدير بالذكر أن وزارة التربية والتعليم التركية تشرف على العملية التعليمية في مناطق شمال سوريا “غصن الزيتون” “درع الفرات” “نبع السلام” منذ مطلع العام 2017 وذلك لتمكن الطلاب السوريين من الالتحاق بالجامعات التركية في ظل ضعف التعليم السوري الذي خلفته الحرب.
بقلم سدرة فردوس
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع