العربية
لم يتوقف النزاع الدامي القائم منذ 3 سنوات في سوريا على مجازر تدمي القلب بحق المدنيين والأطفال والنساء، بل تعداها إلى الحجر بعد البشر. ففي حين يعد السوريون موتاهم بعشرات الآلاف ويلجأون إلى بلاد مختلفة، يقف المجتمع الدولي عاجزاً أمام تدمير كارثي لتراث معماري لا يضاهيه تراث آخر في المنطقة. فهناك أماكن دمرت بشكل كلي أو جزئي لن يتمكن علماء الآثار إلى إرجاعها كما كانت وإن تمكنوا من ترميمها.
ولعل في الصور أصدق تعبير لعشرات الأماكن الأثرية التي لن نراها مجدداً بنفس الطريقة.
بصرى القديمة.. ضحية الهاون
كانت مدينة بصرى القديمة في سوريا مأهولة باستمرار لمدة 2500 سنة وأصبحت مدينة الرومان العربية. وتعد بصرى الشام من أهم المدن الأثرية الرومانية في العالم، وتتمحور المدينة حول مسرحها الروماني الرائع الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني الذي بقي “سليماً” حتى النزاع الحالي. إلا أن قذائف الهاون لم ترحمه وألحقت به أضراراً كبيرة، بحسب بعض علماء الآثار.
جامع حلب الكبير.. تحول إلى أنقاض
قامت الدولة الأموية ببناء هذا الجامع عام 715، وأدرج على قائمة مواقع التراث العالمي وصنف بين أقدم المساجد في العالم. كما تطورت بنية المسجد خلال العصور المتعاقبة وتم بناء مئذنته الشهيرة في أواخر القرن الحادي عشر. وتحول الموقع إلى أنقاض في نيسان من العام 2013 نتيجة للمعارك التي اندلعت هناك في ظل الأحداث السورية. وهذه الأضرار هي أسوأ ما أصاب التراث السوري، بحسب المؤرخين.
نواعير حماة.. أحرقها العنف
تم توثيق عجلات الماء هذه في القرن الخامس. ولعبت “النواعير” دوراً أساسياً في الاقتصاد الزراعي كونها وسيلة مبتكرة من وسائل الري. والنعير هو صوت يصدر من أقصى الأنف وسميت بالناعورة لصوتها. ونجت 17 منها حتى يومنا هذا، وقد وثق خبراء التراث عدد منها أحرق من قبل المقاتلين عام 2014.
يشار إلى أن “نواعير حماة” تشكل رمزاً ومعلماً سياحياً عالمياً.
قلعة حلب.. تحولت إلى قاعدة عسكرية
تعود القلعة إلى العصور الوسطى، أي إلى أكثر من 4000 سنة، أيام الإسكندر الأكبر، والرومان ، والمغول، والحكم العثماني. وبالكاد تغير الموقع منذ القرن 16 ، وهو أحد مواقع التراث العالمي الأكثر شعبية في سوريا. واستخدمت القلعة كقاعدة للجيش في القتال في سوريا ودُمر العديد من المباني التاريخية فيها.
سوق حلب.. مأساة سوريا
تعد الأسواق في مدينة حلب القديمة مركزا تجاريا لأفضل المنتجات في المنطقة، إضافة إلى أسواق فرعية مخصصة للأقمشة والمواد الغذائية والأكسسوارات، غير أنها أصبحت مسرحاً لقتال عنيف أدى إلى دمار العديد منها، وصفتها منظمة اليونسكو بالمأساة.
جسر دير الزور المعلق.. انهار تحت القصف
يعود هذا الجسر الأثري إلى عشرينات القرن العشرين، وتم بناؤه في فترة الانتداب الفرنسي لسوريا على نهر الفرات.
وأصبح الجسر خط إمداد رئيسي في المعركة في سوريا وانهار تحت القصف.
قلعة الحصن.. لم تنج من غارات النظام
نجت القلعة الصليبية من المعارك والكوارث الطبيعية لقرون عدة، إلا أنها لم تنج من غارات ومدفعيات النظام السوري عام 2013. كما اتخذها المقاتلون مركزاً لهم.
جامع خالد بن الوليد.. خط نار
يصنف المسجد من بين المساجد الأكثر شهرة في سوريا على الطراز العثماني. وأصبح الموقع مركزاً واسعاً في معركة حمص، وخط النار بحد ذاته في الصراع.
تدمر.. واحة الصحراء سرقت
تعتبر هذه المدينة ذات أهمية تاريخية حيث كانت عاصمة مملكة تدمر وهي اليوم مدينة سياحية. وتصف منظمة اليونيسكو بالـ”واحة في الصحراء السورية” وتميزت “تدمر” بالهندسة المعمارية الأكثر تطوراً منذ الألف الثاني قبل الميلاد. وتمت سرقة العديد من آثارها.