بالرغم من كل المآسي التي عانى منها السوريون منذ إندلاع الثورة، إلا أن فئة الشباب كان لها النصيب الأكبر من المعاناة.
حيث دأب النظام على القضاء على فئة الشباب وتدميرها وتحطيم مستقبلها، وعمل على زرع الخوف في نفوس الشباب، الذين لبّوا نداء الثورة وعملوا على خدمتها، فقد ضحوا بأرواحهم وأعمالهم ودراستهم من أجل أن تستمر الثورة، لما عانوه من فقر وبطالة في ظل حكم النظام وعزوفهم عن الدراسة بحثاً عن العمل.
يقول علي طالب الطب البشري سنة خامسة الذي يعيش في المناطق المحررة: “لم أذهب إلى كليتي في جامعة حلب منذ 3 سنوات تقريباً خوفاً من الاعتقال وكذلك لأنني أردت مساعدة أبناء بلدي الذين يتعرضون للقصف والقتل على يد هذا النظام المجرم”.
كما يعاني الكثير من الشباب من الإجراءات التي يتبعها النظام بحقهم، ولاسيما التضييق والتركيز عليهم في حواجزه المنتشرة على الطرقات وفي مداخل المدن ومخارجها التي تقع تحت سيطرته، مما زرع الخوف لدى أعداد كبيرة من الشباب الذين آثروا ترك جامعاتهم وأعمالهم في المناطق التي يسيطر عليها النظام على الذهاب إلى الجحيم إن تمّ اعتقالهم من قبل قوات النظام وشبيحته.
سامي شاب يعيش في إحدى أحياء دمشق التي لا تزال ترزح تحت سيطرة النظام وشبيحته يقول: “نعيش في هذا الحي كأننا نعيش في سجن، فلا نستطيع التنقل حتى داخل الحي خوفاً من الحواجز التي تعتقل الشباب، ويتم سوقهم الى الجيش بدون مراعاة الظروف الصحية لهم أو الإعفاءات من الخدمة أو التأجيلات الدراسية، فقد تم اعتقال عدد كبير من أبناء الحي وسوقهم بالقوة إلى خدمة العلم”.
ومما زاد في معاناة الشباب قلة فرص العمل والخوف من العمل في مناطق سيطرة النظام، وخاصة مع توقف الكثير من المصانع والمنشآت الخاصة عن العمل في المناطق المحررة مما تركهم بدون فرص عمل وزاد حالهم سوءاً.
مصعب شاب من مئات الشباب الذين فقدوا عملهم في معمل لصناعة الزيوت النباتية، بعد أن تحررت مدينة ادلب يقول: “فقدت عملي مع الكثير من زملائي نتيجة توقف المعمل عن العمل لأن معظم المواد التي نحتاجها تأتي من مناطق سيطرة النظام”. هذا بالإضافة للصعوبات الكبيرة التي تواجه الشباب الراغبين بالزواج من قبيل تأمين المهر ومصاريف الزواج علاوة عن عدم القدرة على تأمين مأوى خاص.
كل هذه المعاناة التي يعاني الشباب والصعوبات التي يعمل النظام على فرضها على الشبّان، دفعتهم إمّا للثورة ضده والالتحاق بالعمل المسلح، أو البحث ربّما عن حياة أفضل بعيداً عن الحرب والدمار، وذلك باللجوء إلى الدول المجاورة والعمل بها أو الإبحار في البحر في رحلة الموت للوصول إلى أوروبا، علّهم يجدون فيها مايطمحون إليه في حياة كريمة يرسمون بها مستقبلهم.
ويبقى السؤال إلى متى سيبقى المستقبل غامضاً أمام السوريين، ألم يحن الوقت لكي يعيشوا بسلام ويرسموا مستقبلهم، كغيرهم من الشعوب وأن يشاركوا في بناء سوريا المستقبل.
المركز الصحفي السوري ـ وسيم القاسم