نشرت صحيفة ناشينال إنتيريست الأمريكية مقالا قالت فيه: إن رئيس النظام السوري بشار الأسد وأنصاره “تمكنوا فيما يبدو من السيطرة على الوضع السياسي في سوريا”، مبينا أن نظام الأسد موجود ليبقى على الأقل على جزء من الأراضي السورية فيما أطلق عليه بدولة “أسدستان”.
وأشارت الصحيفة في مقال للكاتب أري هيستن، إلى “أن نظام الأسد تمكن من تحويل عمليات المد والجزر لصالحه على أرض المعركة، كما يبدو أن القادة الغربيين قد وصلوا إلى هذه القناعة، لكن تبقى مشكلة إعادة تأهيل صورة بشار الأسد الذي تعامل بوحشية مع شعبه حتى أصبح أداة للدعاية بيد الجهاديين السنة “.
وبحسب الكاتب فإن نظام الأسد اعتمد طريقتين لتحسين صورته في نظر الغرب، أولهما إعلان النظام السوري ومؤيديه أن كل المعارضين للنظام هم من السنة “الإرهابيين”، وقد يكون هذا السبب وراء الإفراج عن السجناء المتطرفين الذين كانوا في سجون النظام ليتم حرف مسار الثورة، ورغم أنه في البداية، رفض معظم المراقبين الغربيين وصف المتمردين بأنهم إرهابيون في وقت مبكر، واعتبروا أنها مجرد دعاية للنظام، إلا أن الأمور أخذت منحى آخر فيما بعد.
وذكر هيستن أن صعود تنظيم “الدولة” أدى إلى الصدام بينه وبين الجماعات ذات التوجهات الديمقراطية والتوجه الغربي، التي تلقت الدعم من الولايات المتحدة وحلفائها، الذين باتوا على قناعة بأن الاعتماد على برامج التدريب والتعليم الصغيرة لبضع عشرات من الجنود لم يعد يجد نفعا.
وتابع الكاتب: “وهكذا بدا العالم ينظر إلى بشار الأسد ومؤيديه الشيعة وكأنهم شركاء مثاليون لمحاربة الجماعات السنية المتطرفة التي تشكل تهديدا متزايدا للمصالح الغربية في الداخل والخارج، وبأن الأمر يتطلب تدخلا مباشرا إلى جانب الأسد وتنسيق الجهود المبذولة لتحقيق حل سياسي للصراع السوري، وفقا للشروط الروسية نظرا لفرضها نفسها وبقوة في أحداث هذا الصراع “.
أما الطريقة الثانية، فإن استراتيجية النظام السوري سعت ومنذ اندلاع الحرب الأهلية الشاملة في سوريا إلى منع فصائل المعارضة المعتدلة من تحقيق أي نوع من أنواع النجاح في توفير الخدمات التي من شأنها إضفاء الشرعية على تلك الفصائل كبديل لنظام الأسد أو تنظيم “الدولة” في نظر الشعب السوري أو المجتمع الدولي.
ويرى الكاتب أن هذه الاستراتيجية ذات الشقين أحبطت آمال الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مستقبل سوريا، الأمر الذي أدى إلى قناعة القادة الغربيين ورغبتهم المتزايدة بقبول استمرار حكم الأسد إذا كان بقاؤه سينهى الصراع إضافة إلى كونه حليفا في الحرب ضد الإرهاب، على حد تعبيره.
الخليج أونلاين