عبد الوهاب بدرخان – صحيفة الحياة اللندنية
غالبية السوريين يتمنون الحل اليوم قبل الغد، ويتطلعون إلى حل حقيقي لم يروا ملامحه سواء في مراقبتهم ما يصدر عن موسكو ومبعوثها ميخائيل بوغدانوف أو في استقرائهم المواقف الدولية الأخرى، أما الذين تمنوا الفشل، وفي طليعتهم الإيرانيون، فلا يريدون للمأساة القاسية التي يعيشها الشعب السوري أن تنتهي، طالما أنهم يحققون استفادة قصوى منها، ولفت الكاتب إلى أن الجميع قد وقع في فخّ أن روسيا دولة كبرى، ولا يمكن أن تبادر إلا بعد أن تكون درست خطوتها مع جميع المعنيين، موضحا أن طبع “الدب” الروسي غلب على تطبّعه، إذ لم يفطن إلى أن دور الوسيط يستلزم انزياحه ولو قيد أنملة عن الانحياز لنظام بشار الأسد، بل اندفع إلى ما هو أسوأ حين وجّه الدعوات إلى الحوار إلى أشخاص معارضين (بعضٌ منهم موالٍ جداً)، أي أنه تولّى بنفسه تشكيل وفد المعارضة، وعندما برزت اعتراضات أطلق العبارة الانتحارية القائلة إن الحوار “سيعقد بمن حضر”، وأشار الكاتب إلى أن جميع كيانات المعارضة الحقيقية مدركة أن كل ما استطاعت الحصول عليه، وبثمن باهظ جداً، هو ورقة “جنيف 1” التي أُثبت مضمونها في القرار 2118 (المتعلّق بـ «صفقة» تدمير ترسانة السلاح الكيماوي) واكتسبت بذلك شرعية دولية، معتبرا أن هذه الروح الجديدة التي انبعثت من عثرات المعارضة هي التي شجعت الخارجية المصرية على المضي في عزمها على دعوة كياناتها إلى حوار موسع للاتفاق على رؤية موحدة للحل السياسي.