عاد زين الدين زيدان صاحب الشعبية أمس الاثنين إلى ريال مدريد لتولي المهمة للمرة الثانية مع خطط لإعادة بناء العملاق الإسباني الذي سقط في أزمة منذ رحيل المدرب الفرنسي عنه في مايو/أيار عقب التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي في إنجاز غير مسبوق.
وفاز هذا المدرب أيضا بلقب الدوري الإسباني عام 2017 ضمن تسعة ألقاب حصدها هناك قبل أن يرحل عن العملاق الأوروبي، لكن الفريق عانى من موسم محبط في غيابه وأقال أولا يولين لوبتيجي قبل أن يفعل الأمر ذاته مع سانتياغو سولاري.
واستعان فلورنتينو بيريز رئيس الريال مجددا بزيدان الذي تولى المهمة المرة الأولى خلفا لرفاييل بنيتز عام 2016 وقاد النادي سريعا لتحقيق المجد الأوروبي، لكنه هذه المرة سيتولى المهمة دون وجود الهداف التاريخي كريستيانو رونالدو.
وترك انتقال المهاجم البرتغالي في يوليو/تموز إلى يوفنتوس أثرا سلبيا كبيرا على الملكي هذا الموسم بينما لم يقدم لاعبون كبار مثل مارسيلو وإيسكو وغاريث بيل المستوى المأمول، وستتمثل مهمة زيدان هذه المرة في محاولة إعادة الفريق لمستواه العالي السابق.
وقال زيدان بمؤتمر صحفي أمس بملعب سانتياغو برنابيو “ستتغير الأمور على كافة الأصعدة.. من أجل السنوات المقبلة. الشيء المهم الآن أنني عدت ولا يزال هناك ما يكفي من الوقت للحديث ومعرفة ما نحتاج لفعله”.
وأوضح بيريز أن زيدان عاد لمساعدة النادي على استعادة كبريائه بعد موسم مؤلم حيث خرج مبكرا من دوري الأبطال وودع كأس الملك وبات بعيدا تماما عن المنافسة على لقب الدوري المحلي.
وقال رئيس النادي خلال تقديم زيدان “هذا الموسم لم نحقق النتائج التي كنا نريدها ومهمتنا أن نفعل ما يحتاجه الفريق”.
وسيتعين على زيدان مراقبة مجموعة من اللاعبين الجدد الذين اعتمد عليهم سولاري مثل فينيسيوس جونيور (18 عاما) والظهير الأيسر سيرجيو ريغيلون ولاعب الوسط ماركوس يورينتي إضافة إلى انتظار التعاقد مع لاعبين جدد.
وبات من المرجح أن يكون إيدن هازارد لاعب تشلسي هو الهدف الرئيسي في ظل إعلان اللاعب البلجيكي أكثر من مرة سابقا عن إعجابه بزيدان الذي فاز كلاعب بكأس العالم مع فرنسا.
وقال هازارد للتلفزيون البلجيكي قبل ذلك “يعرف الجميع الاحترام الذي أكنّه لزيدان كلاعب وكذلك كمدرب وهو مثلي الأعلى. اللعب تحت قيادته حلم بالنسبة لي”.
وأجرت صحيفة ماركا اقتراعا وقال 56% من المشاركين، البالغ عددهم حوالي 128 ألف شخص، إن هازارد يجب أن يكون الهدف الرئيسي لريال هذا الصيف. بينما جاء هاري كين مهاجم توتنهام هوتسبير في المركز الثاني بنسبة 10% ثم نيمار بـ 9%.
وقالت صحيفة دياريو سبورت إن نيمار لاعب برشلونة السابق وباريس سان جيرمان الحالي سيكون الهدف الرئيسي لريال في فترة الانتقالات لتعويض رحيل رونالدو، وذكرت أن النادي الإسباني قد يدفع 350 مليون يورو لضم اللاعب البرازيلي.
وخلال كلمات بيريز في تقديم زيدان تحدث رئيس النادي بدعابة عن كيليان مبابي زميل نيمار في باريس سان جيرمان.
وقال رئيس ريال مدريد “زيدان فرنسي لذا ربما يفعل شيئا من أجل (ضم) مبابي”.
وفي اقتراع صحيفة ماركا قال 74% من المشاركين إن خط الهجوم هو أكثر الخطوط التي تحتاج إلى تدعيم.
لكن ريال عانى هذا الموسم في منتصف الملعب مع تراجع مستوى توني كروس لاعب منتخب ألمانيا ولوكا مودريتش الفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم بعدما وصل مع كرواتيا إلى نهائي كأس العالم.
وسيكون زيدان مطالبا الآن بتقييم تشكيلته الحالية قبل أن يقرر إذا ما كان ريال يحتاج أيضا إلى تدعيم في وسط الملعب إضافة إلى تحديد مصير لاعبين أبعدهم سولاري.
وكان إيسكو لاعب وسط إسبانيا من أبرز لاعبي ريال تحت قيادة زيدان، خاصة في 2017 عندما كان يلعب في المركز خلف رونالدو وكريم بنزيمة وساهم في الفوز بثنائية الدوري المحلي ودوري الأبطال، لكنه تراجع في الموسم التالي.
نقلاً عن: الجزيرة