ي ظل الزيارة الرسمية التي يُجريها الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” إلى قطر، تم التوصل إلى إبرام 16 اتفاقية مُشتركة بين الطرفين.
هذا وكان قد التقى الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بالأمس 2 كانون الأول/ ديسمبر 2015، أمير قطر “تميم بن حمد آل ثاني” في زيارة رسمية، يهدف الطرفان من خلالها للتوصل إلى عدد من الاتفاقيات التي ترعى المصالح المشتركة لكليهما.
وقد استقبل الأمير القطري “تميم بن حمد آل ثاني” الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بمراسم رسمية مهيبة تُعبر عن مدى الحفاوة التي تحظى به العلاقة المتبادلة بين الطرفين.
بعد استقبال آل ثاني لأردوغان، انتقل الطرفان إلى غرفة الاجتماعات وعقدا اجتماعًا ثنائيًا مُغلقًا عن وسائل الإعلام، استمر قرابة الساعتين، ومن ثم بدأت الاجتماعات المشتركة بين الهيئات الدبلوماسية الخاصة بالطرفين، وعشية انتهاء الاجتماعات التي وُصفت بالمُكثفة، تم توقيع اتفاقيات بين الطرفين من خلال الهيئات المُختصة وبحضور أردوغان والشيخ تميم.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عُقد عقب توقيع الاتفاقيات، أعرب أردوغان عن سعادته بتوصل الطرفين إلى هذه الاتفاقيات “النوعية” والأولى من نوعها بين تركيا وإحدى دول الخليج.
ولفت أردوغان إلى أن “إبرام هذه الاتفاقيات واجبٌ بين بلدين تجمعهما العديد من النقاط المشتركة”، وتابع أردوغان مبينًا أنه “تم إجراء أولى المناورات العسكرية المُشتركة بين البلدين، وبعد هذه الإجراءات بدأت الدفعة الأولى من الجيش التركي الذي سيُنشر داخل القاعدة العسكرية التركية في قطر، عملها حسب الاتفاقية العسكرية المُوقعة بيننا، وسنعمل على إرسال المزيد من جنودنا إلى قطر على شكل دفعات دورية”.
ومن جانبه، أفاد الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني أن “تركيا وقطر تزخران بالعديد من المواقف والنقاط المشتركة، ونحن، في دولة قطر، نُظهر كل احترامنا وتقديرنا لتركيا التي وقفت وقفة رجولية شامخة في القضايا الحساسة في المنطقة مثل القضية السورية والقضية الفلسطينية، نُقدر هذا الدور الإيجابي من تركيا، ونظهر استعدادنا الكامل للوقوف إلى جانب تركيا في سياستها الداعمة للشعوب المظلومة في المنطقة”.
وتابع آل ثاني حديثه بالقول: “منذ عام 2010، أي منذ انطلاق الثورات العربية العادلة ضد الأنظمة المُستبدة وتركيا وقطر يدعمان هذه الثورات التي كانت بمثابة الأمل المُضيء للشعوب المظلومة لنيل حريتها وكرامتها، ولكن للأسف هذا الأمل تم إجهاضه من قبل بعض الجهات الرافضة لهذه الثورات العادلة، ومانتج عن هذا القمع إلا منظمات إرهابية شديدة الخطورة على المنطقة وأمنها واستقرارها”.
وأكد آل ثاني بأن “دعم الثورات العربي كانت النقطة المفصلية التي جمعت تركيا وقطر على أساس مُشترك، هذا الأساس المُشترك ستكون الاستمرارية حليفته الدائمة”.
وفي سياق متصل، أشارت صحيفة صباح التركية إلى أن “الطرفين توصلا إلى إبرام 16 اتفاقية مُشتركة، وُقعت هذه الاتفاقيات بحضور آل ثاني وأردوغان من قِبل الهيئات والجهات المُختصة”.
وتُضيف الصحيفة “تم توقيع اتفاقية مد قطر تركيا بالغاز المُسال ضمن مشروع “بوتاش”، من قبل المدير العام لشركة بوتاش التركية محمد كونوك ورئيس هيئة النفط القطرية سعد شريدة الكعبي”.
وتُلمح الصحيفة بأن “اتفاقية الغاز الطبيعي المُسال هي أولى وأهم الاتفاقيات المُوقعة بين الطرفين، وذلك لحساسية الطرف التركي في هذا الخصوص بعد الأزمة التركية الروسية التي نجمت عن إسقاط تركيا للطائرة الروسية الحربية المُخترقة لأجوائها السيادية”.
وتنقل الصحيفة، عن الخبير السياسي حشمت بابا أوغلو، قوله “ظهرت سمات تفهم القيادة القطرية للحساسية التركية الاقتصادية المُتعلقة بواردات الغاز الطبيعي الذي تُشكل روسيا العصب الأساسي لها، بشكل واضح وجِلي، وأرادت القيادة القطرية بتنويع اتفاقياتها مع تركيا، وخاصة فيما يتعلق بتمديد الأخيرة بكميات كافية للغاز الطبيعي تكون بديلة للغاز الطبيعي الروسي، طمأنة الطرف التركي وشد أزره، بعد حالة القلق الجسيمة التي سادت تركيا إبان إسقاط الطائرة الروسية “الدخيلة”.
وحسب ما تورده صحيفة يني شفق، في تقريرها المتعلق بالزيارة، فإن الاتفاقيات المُشتركة التي تم توصل إليها من قِبل الطرفين إلى جانب اتفاقية الغاز، متنوعة ما بين اقتصادية وتنموية وعلمية واجتماعية وثقافية، وجاءت هذ الاتفاقيات على النحو الآتي:
ـ اتفاقية تعاون مُشترك بين بنك تركيا التنموي وبنك قطر للتنمية.
ـ اتفاقية تعاون مُشتركة بين بنك تركيا للتنمية الصناعية وبنك قطر للتنمية.
ـ اتفاقية تعاون مُشتركة بين بنك إيكسيم التنموي التركي وبنك قطر للتنمية.
ـ اتفاقية تعاون مُشتركة بين مؤسسة دعم المشاريع الريادية التركية “كوسجيب” وبنك قطر للتنمية.
ـ اتفافية تعاون مُشتركة بين مؤسسة تركيا للأبحاث التكنولوجية والعلمية “توبيتاك” وبين جمعية قطر للأبحاث العلمية في مجال الأبحاث العلمية والتكنولوجية.
ـ اتفافية تُعاون مُشتركة في مجال الإعلام والصحافة، يهدف الطرفان من خلالها، للوصول إلى تطوير القدرات الإعلامية وتنسيق التعاون الإعلامي المُشترك بين الطرفين.
ـ اتفافية تعاون عسكري في مجال التدريب والإعداد.
ـ اتفاقية تعاون عسكري في مجال تبادل الخبرات العسكرية وتكثيف الاجتماعات العسكرية بين الطرفين بشكل دوري.
ـ اتفاقية تعاون مُشتركة بين وزراتي التعليم التركية والقطرية في مجال التعليم وتبادل القدرات التنموية والأبحاث العلمية.
ـ اتفاقية تعاون مُشتركة في مجال المواضيع البيئية والتنمية المُستدامة.
ـ اتفاقية رفع التأشيرة بين الطرفين بشكل متبادل.
ـ اتفاقية تطوير الإدارة والرقابة المالية للمؤسسات الحكومية، وتبادل الخبرات المُشتركة في هذا المجال.
ـ اتفاقية الاعتراف بوثائق الملاحة البحرية بشكل مُتبادل.
ـ اتفاقية تطوير حجم التبادل التجاري بين الطرفين.
ـ اتفاقية تطوير التعاون في كافة المجالات الثقافية.
ترك برس