كثيراً ماصرنا نسمع في الآونة الأخيرة عن الخلايا الجذعية، وإسهامها في علاج عددٍ من الأمراض، وربما كانت هي السبيل الوحيد في علاج بعضها.
فما المقصود بها؟ وما مراحلها؟ وما تأثيراتها الجانبية؟
60 بالمئة من سكان #مخيم #فلسطين سوف يخسرون أملاكهم — المخطط التنظيمي الجديد
زراعة نخاع العظم:
أو ما يسمى ب” زراعة الخلايا الجذعية” هي علاجٌ طبيّ يتم عن طريق نقل الخلايا الجذعية من المريض نفسه” زراعة النخاع العظمي الذاتي من الخلايا السليمة التي تم حفظها” أو من متبرّعٍ ملائمٍ وفقاً لتطابق الأنسجة.
ما الأمراض التي تستدعي زراعة نخاع العظم؟
هناك عددٌ من الأمراض قد تستدعي هذه العملية؛ منها سرطان الدّم، واللوكيميا بأنواعها المختلفة، وبعض الأمراض الوراثية مثل: تلاسيميا، والأنيميا المنجلية، وفقر الدم اللاتنسجي، وغيرها، إضافةً إلى الأمراض المناعية كنقص المناعة الوراثي.
وبحسب موقع واي باك مشين فإنها تستخدم أيضا بشكلٍ تجريبيّ في عددٍ آخر من الأمراض لم تثبت فعاليتها لها بعد.
ما مراحل الزراعة؟
هناك مراحل عدة تسبق زراعة الخلايا الجذعية، تبدأ بمرحلة التحضير للزراعة، من شرح مفصل للزرعة ودواعيها ونوعها والعلاج التحضيري الذي سيستخدم، وشرح المضاعفات المحتملة، وفحص المريض سريريا، وإجراء فحوصات وتحاليل عامة، وصور أشعة، وفحص الرئة وتخطيط القلب، وغيرها.
ثم تأتي مرحلة القثطرة الوريدية المركزية، لإدخال الأدوية عبرها والعلاج الكيميائي ومنتجات الدم والغذاء مباشرةً إلى مجرى الدم. فضلا عن أنها تسمح بسحب الدم من دون استخدام الإبرة.
وبعدها مرحلة ما قبل الزراعة، وهي مرحلة إعطاء المريض علاجا تحضيريا بهدف إيجاد مكانٍ في نخاع العظم للخلايا الجديدة، إضافةً إلى إحباط الجهاز المناعي لتخفيض فرص حدوث رفضٍ للخلايا الجذعية المزروعة، وتدمير الخلايا السرطانية إن وجدت. وصولا إلى مرحلة الزراعة.
كيف تتم عملية زراعة نخاع العظم “الخلايا الجذعية”؟
قد يتخيّل المرء أنها تتمُّ عن طريق عمليةٍ جراحية، ولكنّها في الحقيقة تتم خلاف هذا التصوّر، فهي عمليةٌ مشابهةٌ لعملية نقل الدم، إلّا أنّ هناك احتمال حدوث مضاعفاتٍ أعلى وقد تصل إلى حدّ الخطورة أحيانا.
فبعد تجميع الخلايا الجذعية تُنقَلُ إلى المريض عن طريق القثطرة الوريدية الرئيسية بعمليةٍ مشابهةٍ لنقل الدم تستغرق قرابة ساعتين.
تتوزع الخلايا الجذعية الجديدة في الجسم، وتنتقل إلى النخاع لتبدأ بتكوين خلايا جديدة سليمة، ومن ثمّ تنتشر في جميع أنحاء الجسم.
مرحلة ما بعد الزراعة:
بعد الزراعة تحتاج الخلايا الجذعية المزروعة لتنمو داخل الجسم مدةً من الوقت، تختلف من مريضٍ لآخر، وتتراوح ما بين 14 – 21 يوما.
في هذه الأثناء لا يكون جسم المريض قادرا على إنتاج خلايا الدم (الكريات البيضاء، والحمراء، والصفائح) مباشرة، لذا فإن المريض يشعر بالتعب والضعف ويكون عرضة للالتهابات.
الأمر الذي يتطلب سحب دمٍ بشكلٍ يوميّ لفحص عدد الخلايا في الدم، وتُنقَلُ إليه الكريات الحمراء والصفائح إن لزم الأمر، ويُعطى مضادا حيويا في حال حدوث التهابات.
ينصح في هذه الفترة بتناول السوائل والتغذية المناسبة قدر المستطاع كجزءٍ مهمّ من العلاج، ومساعدة في الشفاء.
أهم التأثرات الجانبية لزراعة النخاع:
هناك نوعان للتأثيرات، بعضها قصيرة المدى وبعضها طويلة.
فأمّا القصيرة فتشمل مضاعفات نتيجة العلاج الكيميائي والإشعاعي، كالغثيان، والترجيع، والإسهال، والحساسية، وسقوط الشعر المؤقّت، وآلامٌ في الفم.
وتجنبا لحدوث الالتهابات ينصح بعزل المريض، وتقليل عدد الزوار، ومنع من يعانون من التهاباتٍ ورشحٍ من زيارته.
وأمّا الطويلة المدى فتشمل التأثير على عمل الأعضاء المختلفة، كالتأثير على الغدد التناسلية وإمكانية الإصابة بالعقم، وإصابة العين بمرض غيامة العدسة؛ لذا ينصح بالفحص بانتظام.
ومن التأثيرات الجانبية ما قد تكون قصيرة المدى أو طويلة كداء مهاجمة الجسم لخلايا المتبرع.
على الرغم من ذلك فإن هناك أمراضا قد تكون عملية زرع النخاع “الخلايا الجذعية” هي الإمكانية الوحيدة لعلاجها.
ظلال عبود
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع