وقال حجاب، في مقابلة أجرتها معه وكالة “فرانس برس”، اليوم الأربعاء: “ما نطلبه إجراءات عملية وفعالة على الأرض. لسنا بحاجة إلى بيانات أو كلام جميل في الإعلام، لأن هذا لا يعطي نتائج”.
وتأسف حجاب، الذي حضر اجتماعا لممثلي نحو عشر دول عربية وغربية داعمة للمعارضة السورية، الاثنين، في باريس، لعدم اتخاذ تدابير ملموسة ضد نظام دمشق، الذي اتهم بارتكاب “أكثر من 2300 انتهاك للهدنة” منذ دخولها حيّز التنفيذ في 27 فبراير/ شباط، موضحا: “في إبريل/ نيسان وحده، وقعت 27 مجزرة وعمليات قصف على أسواق ومدارس ومستشفيات ارتكبها النظام. لقد رأينا ما حصل في حلب أخيرا”، متهما دمشق وحليفتها موسكو بارتكاب “جرائم حرب”.
وأقرت الأسبوع الماضي هدنة جديدة هشة في حلب، بعدما أدت اعتداءات النظام السوري في المدينة إلى مقتل 300 شخص من 22 إبريل/ نيسان إلى 5 مايو/ أيار. وتعهدت واشنطن، الاثنين، بـ”مضاعفة جهودهما” من أجل ترسيخها وتوسيع نطاقها.
وقال حجاب معلقا باستياء: “هذا غير كاف إطلاقا. البيان الروسي الأميركي المشترك يتحدث عن “الحد قدر الإمكان” من عمليات القصف على المدنيين والمناطق المدنية. وكأنهم يعطون النظام ضوءا أخضر لمواصلة تجاوزاته، وكأنهم يقولون له: كنتم تقتلون مائة سوري في اليوم، حسنا، اليوم عليكم ألا تقتلوا أكثر من عشرة”.
وقال: “خمس سنوات مضت والشعب السوري يموت. لم نعد نريد أقوالا، بل أفعالا من أصدقائنا. نأمل من الولايات المتحدة والفرنسيين والبريطانيين والألمان وغيرهم، أن يتحركوا على الأرض”، مطالبا بمزيد من الأسلحة، وهو ما تطالب به المعارضة منذ بدء النزاع عام 2011.
وقال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية: “مضت خمس سنوات والولايات المتحدة تمنعنا من الحصول على أسلحة مضادة للطائرات. وكانت حتى وقت قصير تمنعنا من الحصول على أسلحة مضادة للدبابات”، مشددا: “إننا نقاتل على جبهات عدة. ضد داعش، وقعت معارك شرسة في الأيام الأخيرة في محيط حلب وحمص ودمشق وفي الجنوب. ونحن نكافح قوات النظام، وحزب الاتحاد الديموقراطي (قوات كردية)، والمليشيات الطائفية القادمة من العراق ولبنان، ومرتزقة أفغانا وسواهم… إننا بحاجة إلى أسلحة يمكن أن تحدث فرقا على الأرض”.
وتعقد هذه المجموعة اجتماعا الثلاثاء المقبل في فيينا.
من جهة أخرى، رأى المتحدث ذاته أن الهدنة التي تسعى موسكو وواشنطن إلى إحيائها “ليست هدفا بحد ذاتها. الحل لسورية هو في انتقال سياسي فعلي”.
وجرت ثلاث جولات من المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة السورية والمعارضة منذ مطلع العام في جنيف بدون إحراز تقدم. وعلقت الجولة الثالثة في إبريل/ نيسان مع استئناف المعارك في حلب.
وذكر حجاب: “نريد العودة إلى جنيف. إننا في طريق مسدود اليوم، لأن النظام لا يريد البحث في عملية انتقالية”، مؤكدا مرة جديدة أن لا حل ممكنا مع الرئيس بشار الأسد”. وقال: “من غير الواقعي إطلاقا تصور بقائه في السلطة”.