يعتبر النجاح والتفوق من أكثر الأمور التي يسعى إليها معظم الناس فكل إنسان يريد أن يصل إلى أعلى المراتب ويحقق التميز، وسر نجاح الشخص يبدأ بمعرفته لهدفه و طموحه ، الذي يعتبر بمثابة الطاقة الروحية له بخطى مدروسة تنظم حياته مهما كان الطريق وعراً ومليئاً بالعثرات.
فرغم الإخفاقات والضغوط الحياتية التي واجهت حياة سالم الشاب العشريني وما تعرض له من صعوبات إلا أنه أصر على التقدم ومتابعة دراسته وتحقيق طموحه يقول سالم ونسمات الهواء تداعب خصلات شعره البنية محاولاًض إخفاء حسرته لفقدان أهله في خريف عام 2018 و دموعه التائهة في عينيه الخضراوين ” صحيح أنا نجحت ودخلت جامعة بس فرحتي بالنجاح مو كاملة بغياب أهلي” ففي كل صدمة أو عقبة تعترض سالم يحاول استجماع قواه لأن أهم ما كان يريده هو ألا يغرق في دوامة الظلام والحزن محاولاً الوصول إلى حلم كانت عائلته تدفعه لتحقيقه.
يتابع سالم حديثه ونظرات الحنين تأخذ مخيلته حيث الماضي والذكريات الجميلة التي جمعته مع عائلته ” كنت برا البيت وقت صار قصف ع ضيعتنا الغسانية وخسرت كل أهلي” وقد جعل سالم من واقعه المؤلم حافزاً لسر نجاحه ولم يسمح للفراق والألم بالسيطرة عليه رغم حجمه ، أو السماح لليأس والإحباط أن يستحوذ على مشاعره ويعرقل رغبة أهله بل مصمماً على الثبات للوصول إلى الهدف.
كانت خسارة سالم لأهله وفراقهم فاجعة أدمت قلبه وأوجعت روحه فصدمة الموت كبيرة والخسارة عظيمة كاوية فاقت قدرة التخيل أو التحمل يقول سالم ” حياتي مملة ومافيها شي حلو بعد وفاة كل أهلي بنفس اللحظة” ولكن سالم جعل من هذا الألم والوجع دافعاً لتحقيق أمل طالما أهله حلموا بالوصول إليه ، رغم أن حلمه بدأ صغيراً ولكن بدأ يكبر مع الأيام بمواصلة التدريب والتعليم ولو كان الواقع موجع فمسالك النجاح كثيرة ولابد من السعي والمثابرة للوصول إليها ليكون ناجحاً ومبدعاً وفخراً لعائلته الراحلة .
يمسح سالم دموعه المتناثرة على وجنتيه وترتسم ابتسامة صغيرة على وجهه ويقول ” رح حقق حلم أهلي واستكمل دراستي بالجامعة ، رح يكونو معي بكل لحظة ” مؤكداً أن الإنسان الناجح يجب أن يكون له قيمة وبعدها يأتي النجاح كحقيقة ثابتة بأحسن الطرق وأفضلها .
خيرية حلاق
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع