صحيفة واشنطن بوست الأمريكية
في هذا الأسبوع، وقبل أربعة أعوام بدأ الناس في أنحاء سوريا كلها بالتظاهر سلميا، وكانوا يطالبون بالإصلاح، ولم يعد البلد الذي كانوا يريدون تحسين ظروفه المعيشية موجودا وبشكل فعلي، وتضيف الصحيفة أن الحرب السورية قد تفوقت في الموت والدمار والرعب الصارخ على أي حرب اندلعت في القرن الماضي، ولا يعكس تلاشي اهتمام الرأي العام بها تراجعا للأزمة، ولكنه يشير إلى تنازل الولايات المتحدة والقوى الأخرى عن التزاماتها وواجباتها لمنع وقوع قتل جماعي، وتبين الافتتاحية أنه منذ أن رد الأسد أول مرة على التظاهرات السلمية بالرصاص، قتل وجرح نسبة 6% من العشرين مليونا، وهو عدد سكان سوريا قبل الحرب، فيما غادرت نسبة 23% من السكان البلاد، بينهم أربعة ملايين يعيشون في مخيمات اللاجئين، بحسب تقارير الأمم المتحدة، التي نشرتها هذا الأسبوع، وأظهرت دراسة للصور الفضائية التي التقطت لسوريا أن معظم المدن خارج دمشق لم يعد فيها كهرباء، حيث تم تدمير ما نسبته 83% من قدرة تزويد الطاقة الكهربائية، وتشير الافتتاحية إلى أن وزير الخارجية جون كيري قد أحدث عاصفة في نهاية الأسبوع، عندما بدا وكأنه يقترح على الإدارة فتح مفاوضات مع الأسد، منوهة إلى أن تصريحات كيري تعكس سياسة الإدارة الحقيقية، التي تقوم على غسل يديها من سوريا، وفي الوقت ذاته، تأمل بعقد صفقة منفصلة مع إيران حول ملف الأخيرة النووي، وتتعاون معها على هزيمة تنظيم الدولة في العراق، وتختم واشنطن بوست افتتاحيتها بالقول إنه في أفضل الأحوال ستكون معاناة سوريا هي ثمن التقدم في أمكنة أخرى من الشرق الأوسط، ومن المحتمل أن يؤدي استمرار الأسد في مذابحه دون وجود رادع إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.