أعرب البيت الأبيض الأربعاء عن قلقه العميق حيال التوتر القائم في المسجد الأقصى المبارك، في وقت حذرت مصر والأردن والجامعة العربية من خطورة التصعيد، وطالبت إسرائيل بوقف إجراءاتها الأخيرة.
وفي بيان مكتوب دعا البيت الأبيض إسرائيل والأردن لبذل الجهود للحد من التوتر في “جبل الهيكل، الحرم القدسي الشريف، الموقع المقدس عند اليهود والمسلمين والمسيحيين”.
وطالب البيان الجانبين بالعمل على إيجاد حل يضمن السلامة العامة والأمن للموقع، ويحافظ على الوضع القائم. وأضاف أن واشنطن ستواصل مراقبة التطورات عن كثب.
ومن جانبه، دعا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إسرائيل إلى إعادة فتح المسجد الاقصى أمام المصلين “فورا ومن دون أي إعاقات”، محذرا من أزمة يصعب تطويقها.
جاء ذلك خلال اجتماعين منفصلين عقدهما مع سفراء المجموعة الأوروبية والدول الآسيوية في الأردن لبحث الوضع المتوتر في القدس.
وأوضح الوزير في بيان أن استعادة الهدوء في الأماكن المقدسة تتوقف على احترام إسرائيل للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، وإلغاء كل إجراءاتها التي تحاول فرض حقائق جديدة على الأرض في خرق لالتزاماتها القانونية والدولية بصفتها القوة القائمة بالاحتلال.
وحذر الصفدي من أن استمرار التوتر والتصعيد سيعمق اليأس، “وسيزيد من فرص استغلال المتطرفين له لتصعيد الموقف وتهديد الأمن والاستقرار”. ودعا المجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤولياته والعمل على إنهاء الاحتقان” في الأقصى.
وتأتي تصريحات الصفدي وسط صدامات مستمرة منذ أيام قرب باحة الأقصى بين الشرطة الإسرائيلية ومئات الفلسطينيين الذين يعترضون على تدابير أمنية جديدة فرضتها إسرائيل للدخول إلى الأقصى وتشمل الاستعانة بكاميرات وأجهزة لكشف المعادن.
وفرضت السلطات الإسرائيلية هذه التدابير بعد قرارها غير المسبوق بإغلاق باحة الأقصى أمام المصلين بعد هجوم نفذه ثلاثة شبان من عرب 1948 وأدى لمقتل ضابطين إسرائيليين وجرح آخر بالإضافة لمنفذي الهجوم.
وقد أثار الإغلاق غضب المسلمين وسلطات الأردن التي تشرف على المقدسات الإسلامية في القدس.
الصلاة بالخارج
وبقي المسجد الأقصى مغلقا حتى ظهر الأحد عندما فُتح اثنان من أبوابه أمام المصلين بعد تركيب أجهزة لكشف المعادن، ولكن مسؤولي الأوقاف الإسلامية رفضوا الدخول وأدوا الصلاة في الخارج.
ومن جانبها طالبت مصر بوقف “العنف” بعد الصدامات الأخيرة بين الشرطة الإسرائيلية ومئات الفلسطينيين في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة.
وحذرت وزارة الخارجية المصرية في بيان نشر على صفحتها في موقع فيسبوك “من خطورة التداعيات المترتبة على التصعيد الأمني الإسرائيلي في المسجد الأقصى وما ترتب عنه من إصابات خطيرة بين صفوف الفلسطينيين وتعريض حياة إمام المسجد الأقصى فضيلة الشيخ عكرمة صبري لمخاطر جسيمة”.
وطالبت الخارجية المصرية إسرائيل “بوقف العنف واحترام حرية العبادة والمقدسات الدينية، وحق الشعب الفلسطيني في ممارسة شعائره الدينية في حرية وأمان”.
وبدوره ندد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط بالعنف الإسرائيلي، محذرا “من التوتر وتأجيج الأوضاع في مدينة القدس، واستثارة مشاعر المسلمين بشكل عام”.
وطالب أبو الغيط السلطات الإسرائيلية “بالوقف الفوري لكافة هذه الممارسات والإجراءات والاحترام الكامل لحرمة المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين”.
صدى الشام