(رويترز) – تجمع عدد من شيوخ الدروز على قمة تل في هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل وأخذوا ينظرون بالتلسكوب على قرية الحضر السورية التي يحاصرها مقاتلون إسلاميون وقد تملكهم الخوف على إخوانهم.
فقد جرت معارك عنيفة هذا الأسبوع سيطرت خلالها جبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا على التلال التي تحيط بقرية الحضر الدرزية ولم يعد أمامها سوى مخرج جنوبي في مواجهة الأراضي التي تحتلها إسرائيل وسياج أمني.
قال أحد الشيوخ الخمسة -وكانوا جميعا يرتدون عباءاتهم التقليدية السوداء وعمامات بيضاء- بعد ان طلب عدم الكشف عن هويته “جئنا لنرى ما تفعله النصرة بأقاربنا. إنهم محاصرون في منازلهم ويحيط بهم الإرهابيون.”
وفي الأسبوع الماضي قتلت النصرة ما لا يقل عن 20 مزارعا درزيا في محافظة إدلب بشمال سوريا مما أثار مخاوف على الأقلية الدرزية بعد أن بدأت جماعات المعارضة المسلحة والتي تضم مقاتلين إسلاميين سنة تكسب أرضا في معركتها مع الرئيس بشار الاسد.
ويعيش الدروز في سوريا ولبنان وإسرائيل والأردن ويعتبرهم تنظيما القاعدة والدولة الاسلامية فئة ضالة. وحارب عدد من الدروز السوريين مع الأسد ضد قوات المعارضة.
يلوح عن بعد عبر الحدود عدد من منازل قرية الحضر وقد رسم العلم السوري رمز الولاء للأسد على خزان للمياه. وللحظات أمكن رؤية بضعة أفراد في الشارع.
كانت أصوات الانفجارات والرصاص قرب قرية الحضر هذا الأسبوع تصل إلى مسامع مجدل شمس القرية الدرزية في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل على بعد أربعة كيلومترات فقط.
عدد كبير من سكان القرية لهم أقارب في الحضر. سلمان (54 عاما) يقول إنه يتحدث مع ابن عمه هناك يوميا.
ويقول سلمان الذي طلب عدم الكشف عن اسمه كاملا “نحن قلقون أن يدخل لا قدر الله هؤلاء الإرهابيون المتعصبون القرية وتحدث مذبحة.”
* “يستعدون لمعركة”
يعيش في مجدل شمس نحو عشرة آلاف درزي. في المتاجر والمطاعم التي تنتشر في شوارعها الضيقة لا حديث للناس إلا عن قرية الحضر. ورغم الانقسام الحادث بين المؤيدين للأسد ومن يريدون رحيله يتوحد سكان القرية في قلقهم على إخوانهم.
ويقول نبي حلبي (45 عاما) إنه يتوخى الحذر في الاتصال هاتفيا مع أقاربه في الحضر لأنه معروف بعدائه للأسد ويخشى أن تعاقب قوات الرئيس أسرته. ويعتمد بدلا من ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي للاتصال بهم. وقال “أتابع الفيسبوك كل ساعة لأعرف ما يحدث هناك.
“يقولون إنهم تحت حصار لا ينامون ويتملكهم الذعر ولا يعرفون كيف يتحصلون على الطعام. تلقوا رسائل تهدئة بأنهم لن يضاروا لكنهم لا يصدقون النصرة. هم يستعدون لمعركة.”
واحتلت إسرائيل هضبة الجولان السورية في حرب عام 1967 ثم ضمتها إلى أراضيها في خطوة غير معترف بها دوليا. وأعطت إسرائيل دروز الجولان وعددهم نحو 20 ألف شخص خيار الحصول على الجنسية وهو ما رفضه معظمهم.
ويقدر عدد الدروز داخل إسرائيل بنحو 110 آلاف وبعضهم وصل إلى مكانة عالية سياسيا وعسكريا. وهم يطالبون بتدخل بعد أن حقق المقاتلون الإسلاميون مكاسب في سوريا ومنها السويداء معقل الدروز قرب حدود الأردن وإسرائيل.
وقال قائد الجيش الاسرائيلي جادي إيزنكوت للبرلمان (الكنيست) يوم الثلاثاء الماضي إن الاستعدادات جارية للتعامل مع أي تجمع للاجئين عند الجولان لكنه لم يتحدث بإسهاب.
وعند قمة التل المطل على قرية الحضر قال أحد شيوخ الدروز إن إسرائيل عليها ألا تتدخل. واستطرد “لا نعبأ بإسرائيل ولا بغيرها. إذا أصبح الدروز هناك في خطر سنقتلع السياج وسنذهب لمساعدتهم.”