أجرت مؤسّسة الدّراسات الاقتصادية والاجتماعية التركية (TESEV) بالتّعاون مع مركز البحوث الاستراتيجية في الشرق الأوسط (ORSAM) دراسةّ حول وضع السوريّين الذين لجأوا إلى الأراضي التركية نتيجة الحرب الدّائرة في بلادهم والذين يعيشون خارج المخيّمات والبالغ عددهم ما يقارب المليوني نازح.
وقد تمّ إجراء الدّراسة من خلال عقد عدّة لقاءات مع عدد من المنظّمات المدنية التركية وعامّة الشّعب التركي في المحافظات التي تعجّ بالسّوريّين وقسمٍ من المواطنين السوريّين، وذلك لمعرفة مدى تفاعل النّازحين مع المجتمع التركي ومدى تأثّر الأتراك بهم.
و تشير هذه الدراسة إلى أنّ تواجد السوريين في تركيا أمر غير محصور بزمن معين وأنّ عدداً كبيراً منهم سيبقى في تركيا حتى لو عاد الوضع الأمني إلى نصابه في سوريا. فقد تحول السوريون إلى جزء من الواقع التركي لذلك يجب خفض التأثيرات السلبية وزيادة التأثيرات الإيجابية.
– في حال تجاوز فترة الاندماج في المجتمع فإن هذا سيغني المجتمع التركي ويزيد من التعددية الثقافية.
وتم طرح فكرة السماح للأطباء السوريين بممارسة عملهم في تركيا.
وأكد التقرير على إيجاد نظام لتعليم الأطفال السوريين في المرحلتين الابتدائية والإعدادية في المدارس التركية أو إنشاء نظام تعليمي خاص بهم.
كما أفاد التقرير بأن إصدار إذن عمل للسوريين أمر يحول دون تشغيلهم بشكل غير نظامي بأجور زهيدة.
وأشار إلى أهمية دعم البلديات في المدن التي يزداد فيها تواجد السوريين وزيادة ميزانيتها.
ووردت العديد من المقترحات منها:
تعيين لجنة من النخبة وأصحاب الكفاءات من السوريين، إنشاء صفحات على الإنترنت وتوزيع منشورات عليها باللغة العربية، التوسع العمراني في المدن التي يزداد فيها تواجد السوريين، زيادة الدعم الدولي، تخفيف كثافة تواجد السوريين على المدن الحدودية بتوزيعها على المدن الأخرى، تشجيع بقاء أصحاب الكفاءات من السوريين في تركيا، تناول موضوع السوريين بعيدا عن السياسة، إيجاد مجالات اجتماعية خاصة للسوريين.
وبلغ عدد السوريين في تركيا 1.6 مليون نسمة، وذكرت مصادر غير رسمية أن عددهم يصل إلى 2 مليون. يعيش 85 بالمئة منهم خارج المخيمات. وبحسب إحصائيات المشافي التركية فإن أكثر من 500 ألف سوري تلقوا العلاج في حين أجريت لأكثر من 200 ألف سوري عملية جراحية في مشافي تركيا.
ويبلغ عدد المتواجدين منهم في المناطق والمدن الواقعة على الحدود السورية 1.2 مليون نسمة، في حين يبلغ عدد السكان المحليين قرابة 10 مليون تركياً في نفس المناطق.
وأظهرت نتائج الدّراسة في هذا الشّأن بأنّ غلاء أجور المنازل والزّواج المُتعدّد بالإضافة إلى العمل من دون تراخيص رسمية، تأتي على رأس قائمة المشاكل التي يعاني منها السوريّون المتواجدون في تركيا.
وجاء في التّقرير الصّادر من المؤسّستين بعض البنود الهامة التي يمكن إجمالها على الشّكل التّالي:
– أكثر من 85 بالمئة من السوريين يعيشون خارج المخيّمات المخصّصة للاجئين. وقد بلغت كلفة استضافة اللاجئين منذ نيسان/ أبريل عام 2011 إلى تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2014، ما يزيد على 4.5 مليار دولار أمريكي.
– بلغ عدد حالات الدّخول إلى المشافي التركية من المخيّمات فقط، ما يزيد على 500 ألف حالة مرضية، كما تجاوز عدد المرضى الذين خضعوا لعمليّةٍ جراحية الـ 200 ألف حالة، بالإضافة إلى أكثر من 35 ألف حالة ولادة جديدة.
– طرأ ارتفاع ملحوظ على عدد العاملين من دون تراخيص رسميّة، كما زاد استخدام الأطفال الذين لم يبلغوا السّن المسموح به للعمل.
– مع ازدياد عدد الوافدين السوريّين إلى الأراضي التركية، طرأ ارتفاع ملحوظ على أجور المنازل السكنيّة.
– معظم المستثمرين السوريّين يفضّلون مدينة غازي عنتاب لاستثمار أموالهم، حيث وصل عدد الشّركات السورية المُسجّلة لدى غرفة تجارة مدينة عنتاب 209 شركة، بعد أن كان هذا الرّقم بحدود الـ 60 قبل تأزّم الأوضاع في سوريا.
– ظهرت أعلى نسبة للتّضخّم في مدينتي غازي عنتاب وكيليس مقارنة بالمدن الأخرى. فبينما كان متوسّط نسبة التّضخّم في المدن التركية 7.4 بالمئة، خلال العام 2013، كانت نسبة التّضخّم في مدينتي عنتاب وكيلس 8.51 بالمئة.
– أبدى أهالي مدينة شانلي أورفا تخوّفاً من تكرار حالات تعدد الزّوجات لدى السوريّين، كما أعربوا عن قلقهم بسبب سوء الظّروف الأمنية نتيجة بعض التّصرّفات التي تصدر من قِبل بعض المنحرفين من السوريين.
– أبدى معظم رجال الأعمال الأتراك المتواجدين في مدينة كيلس، تخوّفاً من تواجد بعض المنحرفين السوريّين في المدينة، بعد أنّ قام هؤلاء بخطف عدد من الأثرياء السوريّين واقتيادهم إلى أماكن مجهولة.
– بالنّسبة لصادرات ولاية هاتاي إلى سوريا، فقد شهد قطاع الصّادرات في هذه المدينة تراجعاً ملحوظاً، حيث كانت صادرات هاتاي إلى سوريا بحدود 118 مليون دولار في عام 2010، إلّا أنّ هذا الرقم تدنّى إلى 65 مليون دولار مع حلول العام 2012.
– بلغ عدد حالات القضايا التي تورط بها سوريّون في مدينة أضنة ما يقارب 40 حالة منذ بدء قدوم السوريّين حتى نهاية عام 2014.
– ارتفع سعر أجور المنازل السكنية في مدينة عثمانيّة بمعدّل 200 إلى 250 ليرة تركية، عمّا كان عليه قبل توافد السوريّين إلى هذه المدينة.
– بسبب توافد الأثرياء السوريّين إلى مدينة مرسين المطلة على البحر الأبيض المتوسط، فقد وصل عدد الشّركات السورية في هذه المدينة إلى 279 مع حلول عام 2014، بعد أن كان هذا الرّقم بحدود 25 شركة خلال العام 2009.
ترك برس