تحدّث الداعية السوري محمد وائل الحنبلي، المتخصص في دراسات الفقه والحديث، عن تجربته الشخصية التي عايشها مع جماعة المعارض التركي فتح الله غولن، قبل سنوات.
الحنبلي قال إن معرفته بجماعة غولن تعود إلى نحو عشرات السنوات حينما كانوا يأتون للدراسة في دمشق، قائلا إنهم “كانوا يتكتلون على أنفسهم ولا يساكنون أحدا، والعجيب من أمرهم بحثُهم عن التجار السوريين والتقربُ للوجهاء”.
وتابع: “كانوا إذا جلسوا مع التاجر أظهروا له أن الدينَ كلَّه تجارة، وإذا جلسوا مع سياسي قالوا إن الدين كلُّه سياسة ونحو ذلك”.
ونوّه الحنبلي إلى أن “هذه التصرفات الرعناء لم تكن تخفى عليّ وعلى بعض الأساتذة”.
وأضاف: “ازداد الكذب والخداع، وصار بعضُ الأساتذة يتوجس منهم خيفة، وصاروا إذا جلسوا مع مَن يعتني بالحديث والأثر يقولون: أستاذنا فتح الله غولن عنده درسٌ يومي في الكتب الستة وشروحها! وإذا جلسوا مع مَن يعتني بالتربية قالوا: أستاذنا فتح الله غولن يُدرس كل يوم الفتوحاتِ المكية لابن عربي ونحو هذه الألاعيب”.
وأضاف: “طبعا أنا لا أنقل هذه التصرفات المريبة عن الطلبة الصغار، بل هي تصرفاتُ المسؤولين عندهم بالجماعة والمرتبين لشؤون الطلاب”.
وقال الحنبلي إن أحد تلامذة غولن قدّمه في مجلس بالكويت – حضره الحنبلي – على أنه “حافظٌ كبير من حفاظ الحديث، ولا شغل له إلا علوم السنة”، حيث علق الحنبلي على ذلك، قائلا إن “من استمع لدروس غولن أو قرأ شيئا من كتبه سيرى أنها مرجع ومجمع للأحاديث الموضوعة والمكذوبة، التي يبني عليها فكرَه وخداعَه للناس”.
وحذّر الحنبلي من أن جماعة غولن “تخدع الإخوة العرب وخاصة بمصر والخليج”.
الموضوع الأهم والمخيف، وفقا للحنبلي، سرده قائلا: “من نحو 15 سنة وأنا أتردد بتوفيق الله على مكاتب المخطوطات والوثائق بتركيا، ومن خلال معرفتي لبعض أصحاب الشهادات من جماعة فتح الله غولن كنتُ أجدهم يبحثون وينشرون ويتكلمون عن الحقوق والأوقاف الصليبية باسطنبول، وأن للصليبيين حقا مسروقا مغتصبا بتركيا”.
وتابع: “بل زاد الأمرُ وصاروا يُحرِّضون البلديات لإحياء الحقوق الصليبية التي عُطِّلت مثلُها مثل الوقف الإسلامي! ثم تفاقم الأمر فتجد جماعةَ غولن بتركيا يتخبطون خبطَ عشواء، فتارة ينسبون أنفسَهم للسلف لمحاولة التكفير، وتارة للصوفية لجلب بعض الجماعات!”.
وأردف قائلا: “وتارة يُمجدون الغربَ وأنهم بلادُ الحضارة والتقدم والحرية، وتارة مع العرب، وتارة ضد العرب لأنهم بلادُ التخلف، وهم الذين قضوا على العثمانيين، وذلك منهم حسب الموقف والمخاطبين”.
وكشف الحنبلي أن “بعض المحسنين من العرب وغيرهم كانوا يُخدعون بخداعهم وكذبهم، فيُقدِّمون لهم التبرعات، وذلك بعد أن يُظهروا لهم ويدلسوا عليهم قائلين: إن الإسلام حُفظ بتركيا بسبب شيخهم غولن وبجهود جماعتهم”.
الحنبلي قال إن “الأمر تفاقم وازداد شرُّه، فكنتَ ترى هذه الجماعة من سبع سنوات مضت بتركيا مع أي حزب مخالف للحكومة الحالية، سواء مع القوميين أم الشيوعيين، وذلك حقدا منهم، أو بتوجيه من غيرهم ضدَّ النهضة الدينية والاقتصادية والصناعية التي يراها العالمُ كلُّه في تركيا إلا هم”.
وتابع: “وأما وقوفهم صراحة بإعلامهم ومجلاتهم ومواقعهم الإلكترونية مع طغاة الأرض فشيء ظاهر كالشمس، ويمكن لأي باحث عن الحقيقة الاطلاعُ عليه”.
يشار إلى أن فتح الله غولن هو المتهم الأول بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة على الرئيس رجب طيب أردوغان، قبل أيام.
وطالبت الحكومة التركية، نظيرتها الأمريكية بتسليم غولن الذي يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية.
عربي 21