ريم احمد
التقرير السياسي ( 3 / 6 / 2015)
المركز الصحفي السوري.
طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة بـ “أن تكون تحركات الدول من الأصدقاء على قدر ما يحدث على الأرض من متغيرات؛ تسعى لتمزيق البلاد بين عصابات البغدادي وعصابات إيران ومرتزقتها، وهو ما يؤسس ويهدد بحرب إقليمية تهز كامل المنطقة”.
وأكد رئيس الائتلاف أن “التراخي الذي يتعامل به المجتمع الدولي مع استمرار بقاء نظام الأسد وتمدد داعش لا يخدم مصلحة الشعب السوري ولا شعوب المنطقة، وهو كفيل بشد عصب الحروب فيها إلى أمد غير بعيد”.
وفي سياق متصل، قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية في عددها الأخير، إن الولايات المتحدة تتهم النظام السوري بتقديم الدعم لتنظيم الدولة، في سبيل أن يحرز الأخير تقدما على حساب فصائل المعارضة السورية شمال حلب.
ونشر حساب تابع للسفارة الأميركية في سوريا على موقع تويتر الاثنين تغريدة مفادها أن “التقارير تفيد بأن نظام الأسد يشن غارات جوية دعما لتقدم تنظيم الدولة في حلب، ما يشكل مساعدة للمتطرفين على حساب الشعب السوري”.
الى ذلك، رأى “معهد كارنيغي للأبحاث” أن الأزمة السورية تتحول تدريجيًّا إلى السيناريو الصومالي بسبب طول الحرب في البلاد بين نظام الأسد والفصائل العسكرية.
وقال “أرون لند” الكاتب في “معهد كارنيغي للأبحاث” في مقال تحليلي نشره مؤخرًا: إن عدم حسم الحرب الدائرة في سوريا منذ سنوات حوّل الأزمة إلى قضية منسية بعيدة عن عدسات الإعلام وعن التسوية السياسية الحقيقية للمجتمع الدولي.
وأضاف “لند” أن الأزمة السورية هي من الأزمات، التي لا تمتلك نهاية واضحة حيث اضطر نصف الشعب السوري إلى النزوح خارج منازله؛ والاقتصاد في حال يرثى لها، والتدخل الخارجي متعدد الأطراف، والطائفية في أوجها، ولا أحد قادر على إعادة لمّ شمل البلاد، لا بشار الأسد ولا أحد من أطراف المعارضة، حسب تعبيره.
وأكد الكاتب في مقاله أن الأوضاع في سوريا تتجه إلى تكرار السيناريو الصومالي حيث إن الإطاحة العنيفة بدكتاتور الصومال “محمد سياد بري” عام 1991 لم يتبعها نشوء دولة ديمقراطية أو نشوء ديكتاتورية أخرى مستقرة، لكن الذي حصل هو فوضى عارمة في عموم البلاد.
وبالتطرق لموضوع تدريب المعارضة السورية، انسحب عدد من الفصائل العسكرية السورية الخاضعة لبرنامج التدريب والتجهيز المتفق عليه بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا.
وعلم “العربي الجديد” من مصدر تركي مطلع أن “أميركا طلبت من المقاتلين التوقيع على وثيقة أميركية تتعهد بحصر برامج التدريب في قتال تنظيم الدولة فقط دون نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد وحزب الله اللبناني”.
وحسب المصدر، فإن “المقاتلين وتركيا رفضا التوقيع، مما أدى إلى انسحاب المقاتلين، وتأجيل برنامج التدريب إلى أجل غير مسمى”.
وأشار إلى أن “الفصائل وافقت على البرنامج الأميركي – التركي، دون أن يكون هناك أي قيد أو شرط، على أن يتضمن تأمين غطاء جوي وتسليحا كاملا، فضلاً عن تعهدات مالية، وأنه في حال عدم التراجع عن الشرط الأميركي بقتال داعش، فإن نحو ألف مقاتل من الفصائل سينسحبون من برنامج التدريب، بالإضافة إلى عدد من الفصائل المشاركة في البرنامج”. وأوضح المصدر أن “انسحاب المقاتلين وتأجيل برنامج التدريب، سيؤثر على عملية الغطاء الجوي الذي اتفق عليه مبدئيا بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية”. وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قد تحدّث عن تأمين الحماية لمناطق سيطرة المعارضة في شمال سورية.
أكد جون ألين مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما، المكلف بتنسيق عمليات التحالف ضد تنظيم الدولة ، إنه يجب ألا يكون لبشار الأسد أي دور في أي حل طويل الأمد للصراع في سورية، مشيراً إلى أن “مناقشة نشطةً جداً” تدور بين عدد من الدول عن كيفية تحقيق انتقال سياسي في دمشق لكن مثل هذا الحل لن يشمل الأسد.
و أضاف ألين في مؤتمر صحافي في قطر، إن “التنظيم لا يعد مشكلة عراقية أو سورية فحسب، ولكنه مشكلة إقليمية قد تحدث تداعيات عالمية”.
وأشار إلى أنه من المهم أن تصبح كل القوى المناهضة لتنظيم الدولة في العراق تحت سلطة الحكومة العراقية. وتابع أن مهمة التصدي لتدفق المقاتلين الأجانب ليست مهمة تركيا وحدها ، لافتاً إلى أن حدود تركيا مع سورية والعراق هي “خط الدفاع الأخير”.