طالبت الولايات المتحدة بفرض المزيد من العقوبات على كوريا الشمالية، بعد تجربتها النووية أمس، واعتبرت التفاوض مضيعة للوقت، بينما دعت كل من روسيا والصين للحوار، في خلاف حول الإجراءات المناسبة تجاه بيونغ يانغ.
وفي جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين لبحث تداعيات الموقف بعد التجربة النووية لكوريا الشمالية، شدد مندوبو الدول على ضرورة اتخاذ إجراءات لمعالجة الموقف، كما أدانت دول البريكس ومجموعة السبع التجربة النووية.
وقالت المندوبة الأميركية نيكي هايلي إن الاتفاقيات السابقة والإجراءات العقابية فشلت مع كوريا الشمالية، فقد ردت بمزيد من الاختبارات النووية، مضيفة “صبرنا معها ينفد”.
وشددت هايلي على ضرورة اتخاذ أقوى الإجراءات ضد بيونغ يانغ، معتبرة أن فكرة تجميد تجاربها مقابل تجميد مناورات بلادها مع كوريا الجنوبية مهينة، وأضافت “الولايات المتحدة لا تريد الحرب، لكننا مستعدون للدفاع عن حلفائنا”.
وقالت المندوبة الأميركية بعد الجلسة إنها ستوزع هذا الأسبوع مشروع قرار جديد للمجلس يفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، على أن يناقش الاثنين المقبل.
بدوره، قال مسؤول الشؤون السياسية بالأمم المتحدة جيفري فيلتمان إن قوة القنبلة التي جربتها كوريا الشمالية تعادل نحو خمسة أضعاف قنبلة هيروشيما، وجدد مطالبته لكوريا الشمالية بالالتزام الكامل بقرارات مجلس الأمن، معتبرا أن التطورات الأخيرة تتطلب ردا شاملا لكسر سلسلة الاستفزازات من كوريا الشمالية.
ودعا المندوب الفرنسي فرنسوا دولاتر لموقف موحد وسريع لتشديد العقوبات على كوريا الشمالية، ورأى أن بيونغ يانغ تمثل خطرا جديا على الأمن والسلام الدوليين.
واعتبر مندوب اليابان كورو بيسهو أن تجارب كوريا الشمالية تنطوي على انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن، وطالبه بالتحرك ضد كوريا الشمالية لأن سياساتها لها “عواقب وخيمة”.
أما المندوب البريطاني فقال إن قرارا جديدا من مجلس الأمن ضد كوريا الشمالية أصبح ضروريا.
من ناحيته، قال مندوب الصين إن الوضع في شبه الجزيرة الكورية في تدهور مستمر، وإن بلاده لن تسمح بالفوضى والحرب. وأضاف “ندعو كوريا الشمالية إلى الحوار”.
وقال في الجلسة “بفضل الحوار يمكننا أن نتوصل إلى جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة منزوعة السلاح النووي”.
وجدد الاقتراح الصيني الروسي بوقف المناورات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، مقابل أن تعلّق كوريا الشمالية برنامجها النووي، وهو ما ترفضه واشنطن.
وقال المندوب الروسي فاسيلي نيبنزيا إن “التاريخ يظهر أننا فشلنا في حل الأزمة من خلال قرارات مجلس الأمن وفرض العقوبات”، معتبرا في الوقت نفسه أنه لا يمكن حل الوضع في شبه الجزيرة الكورية بالوسائل العسكرية، ودعا جميع أصحاب المصلحة إلى العودة فورا إلى الحوار.
وشدد على “ضرورة الحفاظ على الهدوء” و”عدم الانجرار للمشاعر، والعمل بشكل هادئ ومتوازن” في ما يبدو أنه تلميح إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي توعّد كوريا الشمالية في الأسابيع الماضية “بالنار والغضب”.
وقال مندوب كوريا الجنوبية إنه حان الوقت لفرض عقوبات مشددة لإجبار بيونغ يانغ على التفاوض.
Play Video
إدانة دولية
في الأثناء، قالت مصادر رسمية في كوريا الجنوبية إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وافق على رفع الحد الأقصى لوزن الرؤوس الصاروخية الحربية لكوريا الجنوبية.
من جهة أخرى، أدان قادة دول البريكس بشدة التجربة النووية السادسة التي أجرتها كوريا الشمالية، وأعربوا عن قلقهم إزاء التوتر المستمر في شبه الجزيرة الكورية، وقالوا في بيان صدر عن قمتهم بمدينة شيامن الصينية إنه لا ينبغي حل الأزمة إلا بالوسائل السلمية والحوار المباشر.
وجاء في بيان صادر عن مجموعة السبع للدول الصناعية الكبرى اليوم إنه “ينبغي أن تلتزم كوريا الشمالية على الفور وبشكل كامل بجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وأن تتخلى عن جميع برامج الصواريخ النووية والبالستية بشكل تام وقابل للتحقق منه ولا رجعة فيه”.
وأضاف البيان “نحن مستعدون لتعزيز الإجراءات الرامية لتحقيق هذه الأهداف، وندعو مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته والعمل على تبني قرار جديد وفعال يشمل إجراءات أقوى”.
وقبيل اجتماع مجلس الأمن، أعلنت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية أنها رصدت مؤشرات على اعتزام كوريا الشمالية إجراء مزيد من تجارب إطلاق الصواريخ البالستية، وأن هذا قد يشمل صاروخا عابرا للقارات.
وأكد البيت الأبيض أن اليابان والولايات المتحدة بحثتا خيارات التعامل مع كوريا الشمالية، بما في ذلك خيار السلاح النووي الأميركي، بينما أعلن الرئيس السويسري استعداد بلاده لاستضافة أي محادثات مقترحة بشأن الأزمة.
المصدر : الجزيرة + وكالات