في قسمٍ دستوريٍ شهدَ عليه علي الديك، وأبو وديع وسوف، ولونا الشبل، وفنانون وجرحى وضباطُ أمنٍ، على الرغم من عدمِ اعترافِ الدول به وبانتخاباتهِ، لم يتطرق الأسدُ للحلول السياسية، ولم يسرعْ لفتح البابِ للمهجرين السوريين للصلح مثلا، بل اتهمَ وتوعد، ثم صنفَ وهاجم كما هي خطاباتُه القديمة، ثم أنهى خطابَه، ليسرع إلى محل أنس للشاورما، في حيِّ الميدان في دمشق، ليتناولَ الشاورما مع عائلته.
5 سندويشاتٍ ثمنُها راتبُ موظفٍ حكومي بحسبِ جمعيةِ حمايةِ المستهلك بدمشق وريفها، تناولوها أمام الأهالي في الحي، و شهدت الليرة السورية انخفاضا جديدا أمام الدولار بعد خطابه الذي وعد فيه بحلول للأزمة الاقتصادية!
نقلت وسائلُ إعلامٍ مقربة من النظام صورةً للأسد وعائلتِه يتجولون في حي الميدان أمس، في العاصمة السورية دمشق، ولاقتْ الصورةُ انتقاداتٍ ووصفتْهُ ” بالمهرج الذي لا يستحي”، عقبَ يمينٍ دستوريةٍ، ضحكَ فيها الأسدُ
وهَزأ من الحاضرين، بحسب ماجاء في الفديو!
فيما نقلت صفحةُ رئاسةِ الجمهورية أداءَ رأسِ النظام لليمين الدستوريةِ لولايةٍ رابعةٍ له، ومع التقنينِ العالي الذي تشهدهُ مناطقُ سيطرتِه، لم يتمكن الكثيرُ من متابعتِه. في رسالة مبشرةٍ أن الوضع” مكانك راوح”، و”أنك يا بوزيد ماغزيت”، فالليرةُ انخفضت، والحالةُ الاقتصاديةُ تفاقمت أكثر، ماعدا إنشادُ الأشعارِ والثناءاتِ والتصفيقِ الحارِ للأسد أثناء وبعد كل جملة يمدح بها صمودَه.
استهلَّ رأسُ النظام خطابَه الذي قاطعَهُ بكوميديا ساخرة منه على الحاضرين، ففي بداية فخره بانتصاراتِه التي شكرَ فيها روسيا وإيران على دعمِه، لم يغبْ عنه مهاجمةَ ما أسماه، الاحتلالَ الأمريكيَ والتركيَ، فصفقَ له الجَمْعُ بحرارة، إلا أنه أظهر تعجبَه من التصفيق هذه المرة، وسخرَ من الحاضرين، بطريقةٍ تشبُه كلامَ السيسي الذي قال للحاضرين قبل يومين، في كلمةٍ له بخصوصِ سدِّ النهضةِ: “بطلوا هري”، وأتبعَها السيسي بضحكاتٍ هيستريةٍ، كما فعلَ الأسدُ الذي تساءلَ ساخراً: أنا ذكرتُ الأمريكان والأتراك، لماذا تصفقون، ثم ضحكَ حتى بدت نواجذه، وكادت أنفاسُه تتوقف، وضحكَ معه الحاضرون ، بحسب ما ظهر في الفديو.
جريدةُ الوطن المقربة من النظام، طرحت أسئلة أمس عن جدوى اليمين، وما قد يتضمنُه من ملامحَ سياسية خلال الـ40 دقيقة، إلا أن الجوابَ أتاها من شعبٍ لا يملكُ مواصلاتٍ للذهابِ للعمل، ولا راتبَ يكفي، شعبٌ يشكو بطونَ أولادٍ جائعةٍ، وتقنينا كهربائيا وغيره من أساسياتِ المعيشة.
اعتبر يحيى العريضي المتحدث باسم هيئة التفاوض المعارضةِ أنَّ خطابَ الأسد منفصلا ومنفصما عن الواقع، وهذا متوقع، لأنه لم يعتدْ على قولِ الحقيقةِ أو مواجهتِها.
وتساءل العريضي، هل سيعترف رأسُ النظام بتشريدِ السوريين وتدميرِ البلد واعتقال الشعب وإفساد الوضع اقتصادياً واجتماعياً وأخلاقياً؟
خسر الأسد ثرواتِ المناطقِ الشرقية الغنية بالنفط، فالأمريكان والروس والإيرانيون استولوا على مصادر الطاقة هناك، وطالبَ الأسدُ رغم سلطتِه المحدودةِ ومن عبر القصر الجمهوري ومن بين المغنين والممثلين وبعضِ الوزراءِ والمسؤولين أن تجلي أمريكا قواتِها، متجاهلا قوات روسيا وإيران، ولبنان والشيشان وغيرهم،
كيف يعدُ الأسد شعبَه بالإصلاحاتِ وسط عزلة دولية لا تنفك إلا عبر تسوية سياسية لم يتعرض لها أصلا في خطابِه؟
تقرير / محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع