“المصاري إلك والموبايل إلنا”، آخر كلمات ترددت على مسمع (حمزة- ج) الذي خرج مؤخراً من معتقل فرع (أمن الدولة) بحلب، بعد اعتقال دام عدة أشهر في ذلك الفرع، حيث أُجبر رئيس الفرع المذكور أهله على دفع مليونين ونصف المليون ليرة سورية ثمناً لحرية ابنهم.
بعد خروجه من المعتقل ووصوله إلى تركيا، روى “حمزة” بعضاً من مشاهداته داخل الأفرع الأمنية، ويقول: “بعد دخول المعتقلين إلى السجن يبدأ عناصر الفرع باقتسام مصادرات المعتقل فهي – غنائم حرب- كما يقولون بين بعضهم، ومن لحظة دخول المعتقلين تبدأ رحلة عذاب لا تنتهي قبل إرضاء رئيس الفرع، حيث باتت تسعيرة خروج المعتقل معروفة في أغلب الأفرع الأمنية لنظام الأسد وهي ما بين 20 و25 ألف دولار أمريكي”.
وبعد دخول المعتقلين إلى السجن، تبدأ دورةً جديدة من التعذيب الممنهج خلال التحقيق وقبله وبعده، يقول حمزة: “يعذب المعتقل ببساط الريح، والماء البارد بعد تعريته من ملابسه، وبحرق جسده، وكثير من الطرق، الأدهى والأمر من كل ذلك أن بعض المعتقلين تم توقيفهم وفق تقارير كيدية من بعض الشبيحة إثر خلافات معهم، أو بتوجيه من رئيس الفرع بغرض ابتزازهم”.
ويروي حمزة أنه شاهد بأمِّ عينه عدة حالات وفيات لشبان تحت التعذيب في فرع أمن الدولة، وكان يسمع عناصر الفرع يقولون لبعضهم “لفه بحرام وارميه بالمستودع لنقله إلى المكبات”.
ويؤكد حمزة وجود العديد من المعتقلين تقلّ أعمارهم عن 18 عاماً، كما أنّ صوت صراخ النساء كان من الأشياء المعتادة في ذلك الفرع.
وعن التهم الموجهة للمعتقلين، يقول حمزة: “أغلب المعتقلين في فرع (أمن الدولة) في حي المحافظة وسط حلب، تهمتهم (الإرهاب) أي المشاركة بالثورة، أو مشاركة ذويهم بالثورة، وبأن التهم تتنوع بين دعم “الإرهابيين” بالمال، وبين حمل السلاح، والنشاط على مواقع التواصل الاجتماعي، والكثير من المعتقلين تهمتهم بأن أشقائهم أو أحد أقاربهم في الجيش الحر”.
وأكد حمزة أن المعتقلين يحصلون على حبة زيتون واحدة، وربع رغيف خبز كطعام لهم في اليوم الواحد، وبأن رئيس الفرع يمنع آباء وأمهات المعتقلين من زيارة أبنائهم، مشدداً على أن “الأفرع الأمنية تحولت إلى مقرات نهب، وسرقة وسطو على عائلات المعتقلين، عبر التنسيق بين رئيس الفرع مع بعض الشبيحة الذين يتواصلون مع ذوي المعتقلين لدفع الأموال مقابل الافراج عن المعتقل، كي لا يحوّل إلى سجن عدرا بتهمة الإرهاب”، وأن كل عائلة فقيرة ليس بإمكانها دفع النقود يواجه ابنها الموت تحت التعذيب في الفرع، منوهاً أنه شاهد العشرات ممن تم تحويلهم إلى سجن عدرا بعد إلصاق تهمة “الإرهاب” بهم ليواجهوا أحكاماً تصل إلى 15 عاماً.
المصدر: سراج برس