لا ترى بسيمة أن النازحين السوريين تسببوا في كثافة سكانية في المخيم، أو أنهم أخذوا حق سكانه في الشغل والإغاثة، وتقول إنها لا تلوم السوريين لأنهم اضطروا إلى المجيء إلى لبنان بسبب الحرب في بلادهم.
تقوم هذه السيدة الفلسطينية رفقة صديقتها بزيارة العائلات السورية من أجل تقديم العون لها ضمن جمعية الإغاثة والتنمية المجتمعية، وتعتبر أن من واجبها أن تفعل ذلك “أشعر أنه من واجبي مساعدة النازحين السوريين، لأن الناس ساعدوا أهالينا عندما هاجروا من فلسطين”.
أم علي لاجئة سورية اضطرتها ظروف بلدها الصعبة إلى النزوح إلى لبنان والعيش داخل مخيم صبرا وشاتيلا رفقة أولادها الثلاثة المرضى الذين ساءت أوضاعهم أكثر بسبب الجوع والبرد، وتقول هذه السيدة إنها عاجزت ماديا عن معالجة أطفالها، حيث يكلف علاج الواحد منهم 1200 دولار.
زارت بسيمة هذه السيدة السورية، وبعد أن وقفت على حالها السيئ تنقلت بين سكان المخيم طالبة منهم أن يتبرعوا لهذه العائلة ويساعدوها ولو بقسط قليل، واستطاعت أن تجمع لها بعض المساعدات وتدخل الفرحة إلى قلوب الأطفال المرضى.
وبحسب هذه السيدة فإن قصص وأوضاع السوريين تتشابه مع قصص اللاجئين الفلسطينيين، لكنها لا تتمنى أن يكون مصيرهم مثل مصير الفلسطينيين الذين تقول إنهم لا يزالون يتمسكون بعد 66 سنة بحلم العودة إلى فلسطين.
وضع سيئ
ولا يبدو حال هذه اللاجئة الفلسطينية أفضل من حال السوريين في لبنان، فزوجها مريض ومرتبه يذهب كله في العلاج والأدوية، وتقول إنها ملزمة بأن تعمل حتى تسدد ديونها الكثيرة وتساعد ابنها في إنهاء دراسته الجامعية.
وعملت بسيمة مشرفة بمركز للتدريب المهني، ومشروعها هو أن تنشئ روضة أطفال رفقة صديقتها نبيلة، كما تتمنى أن تتحسن أوضاع أولادها داخل مخيم صبرا وشاتيلا.
ورغم أنها أصبحت بدون شغل بعد أن أغلق المركز الذي كانت تعمل فيه أبوابه، فإنها مصممة على الاستمرار في مساعدة النازحين السوريين ضمن جمعية الإغاثة والتنمية المجتمعية، حتى “يعودوا إلى بلدهم ونحن أيضا نرجع لبلدنا فلسطين”.
الجزيرة