– أمي أنا جائع!
– لا يوجد طعام الآن، ستأكل بعد أن تذهب الطائرة من السماء، وتصمت صفارة الإنذار.
– أمي أنا عطشان!
– لا يوجد ماء للشرب الآن، ستشرب بعد أن تذهب الطائرة من السماء وتصمت صفارة الإنذار.
– أمي هل أستطيع أن أشرب من صنبور ماء البانيو؟
– لا، انتظر قليلا، وستذهب الطائرة وتصمت صافرات الإنذار وتشرب من قنينة الماء.
– أمي سوف أذهب إلى الحمام!
– لا يمكنك الذهاب الآن، ستذهب بعد أن تغادر الطائرة وتصمت صافرات الإنذار.
– أمي لقد قلتِ لي هذا الأمر منذ ساعات، وما نزال جالسين في الحمام، والطائرات لا تغادر، والصافرات لا تصمت.
(تصمت الأم قليلا.. تدمع عيناها، تحاول أن تبقى هادئة)
– لا تجادلني سوف نخرج بعد قليل.
– متى؟
– اصمت، هناك طائرة جديدة؟
– خمس طائرات.
– أمي انظري إلى أختي “سمر” لقد نامت على الأرض!
– اتركها تنام، واذهب نم قربها.
– أمي “شادية” نامت أيضا، انظري نامت مستندة إلى صوبة الحمام!
– سوف أضعها قرب أختها.
– أمي أنا جائع وعطشان ونعسان.
– اصبر يا “ميلاد” أنت رجال البيت، ويجب أن تبقى قربي، ألا تسمع الطائرات في السماء وصوت صافرات الإنذار، كيف يمكنك أن تنام؟!
– أمي أين أبي، لماذا لم يأتِ حتى الآن؟!
(تتقاطر الدموع من عيني “سلوى”)
– ربما هو في إحدى العبارات أو في قبوٍ ما ريثما تغادر الطائرات وتصمت صافرات الإنذار.
– أمي متى سيأتي أبي، وسيحضر الخبز والفلافل ووو..أمي أمي.
– ها هو أبوكم يا أطفال هيا استيقظوا بسرعة، ما دهاكم، قم يا ميلاد، ونادِ أختيك، ها هو أبوكم، لم يحضر الخبز فحسب، بل أحضر كل ما يمكن أن تشتهوه يا أطفال.. انظروا لقد سبقنا إلى هذا المكان الجميل وأحضر لنا كل ما نريد.
المركز الصحفي السوري – علاء العبدالله