” ستبقى حنجرتي تصدح لنيل الحرية، حتى لو قطعت جميع أوصالي ” جملة شاب سوري من مدينة حرستا الدمشقية، دفعه قمع النظام إلى حمل السلاح لنيل الحرية و الكرامة.
براء شاب من ريف دمشق من مدينة حرستا، يبلغ من العمر ثلاثاً و عشرين عاماً، انتفض مع أصدقائه الشباب منذ بداية الحراك الثوري في سوريا في منتصف آذار/مارس 2011، فقاموا بالخروج بمظاهرات مناهضة لنظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد و التي قوبلت بعنف و بطش شديدين و حملات اعتقال و قتل في وجه المدنيين العزل.
” لم تعد تنفعنا سلمية الحراك الثوري، فبعد القصف الذي تعرضنا له من مدفعيات النظام و طيرانه الحربي، و بعدما أصبحت براميل الحقد تنهمر علينا كالمطر ليلاً و نهاراً، أصبحت فكرة التسليح هي الفكرة الأساسية التي تدور في أدمغتنا لحماية عائلاتنا و أهالي مدينتنا ” يقول براء هذا الكلام مبرراً سبب حمله للسلاح في وجه قوات النظام، بعد مضي أكثر من عام على انطلاقة الحراك الثوري، فأقدم على تشكيل أحد الكتائب منضوياً تحت جناح الجيش السوري الحر.
معارك كر و فر و معارك تحرير و معارك دفاع عديدة، خاضها براء مع كتيبته في وجه قوات النظام في ريف دمشق، ليستمر على هذا الحال حتى تاريخ الثالث عشر من كانون الأول/ديسمبر عام 2012 حيث دارت اشتباكات عنيفة بين كتيبته و قوات النظام في تحرير دوار الحسن في مدينته حرستا، إذ فقد براء على إثر تلك المعارك الضارية التي دارت في المنطقة ساقه اليسرى بعد إصابته بشظية من قذيفة دبابة نقل بسببها إلى المشفى ليكون آخر موعد له مع ساقه.
بقي براء في المشفى حوالي الشهر و هو تحت المراقبة، مكتوف الأيدي يملأ الحزن قلبه لأنه لم يعد قادراً على إكمال مسيرته الثورية و إتمام ما بدأ به، فأوكل إلى أحد أصدقائه أمر قيادة الكتيبة نيابة عنه.
بعد مرور شهر على إصابة براء، تم نقله إلى أحد المشافي التركية ليقوموا بعملية نوعية و عمل الأطباء المختصين على زرع ساق الكترونية له، تمكنه من المشي و تفي بالغرض عوضاً عن ساقه التي فقدها.
عاد براء من تركيا بعد انقضاء مدة العلاج الفيزيائي، لم يهدأ أبداً و رجع إلى كتيبته و حمل سلاحه الذي تخلى عنه بفعل الإصابة لمدة تجاوزت الشهر، فكان نعم الشاب الذي وفى بالوعد الذي عاهد ربه و أهل مدينته به.
” سأبقى أقاتل هذا النظام و لن أملّ أبداً في مواجهته حتى لو فقدت ساقي الأخرى أو يدي أو أي جزء من جسدي، فعقيدتي في نيل الحرية و الكرامة و الدفاع عن أرضي و عرضي أقوى من دبابات النظام و صواريخه و براميله ”
المركز الصحفي السوري – محمد تاج