سيطرت قوات النظام منتصف شهر تموز/يوليو على طريق الكاستيلو شمال مدينة حلب, والذي يُعتبر المنفذ الوحيد للثوار والمدنيين داخل مدينة حلب المحررة, فأدّت هذه السيطرة لإحكام الحصار على اكثر من 400 ألف مدني داخل هذه المناطق.
ولكن وبعد أقل من ثلاثة أسابيع أعلنت فصائل جيش الفتح وبعض الفصائل التابعة للجيش الحر عن بدئها لمعركة فك الحصار عن حلب, والتي بدأت من جنوب غرب حلب بعكس ما كان يتوقعه النظام السوري, والذي كان يظنّ بأن المعركة ستكون على محور الكاستيلو شمال حلب.
وفي أواخر شهر تموز/يوليو بدأت المعركة بتمهيد ناري كثيف على مدرسة الحكمة و بعض التلال الاستراتيجية بالإضافة لمشروع 1070 القريب من كلية المدفعية, وما هي إلا ساعات حتى سيطرت فصائل الفتح على هذه النقاط ضمن المرحلة الأولى للمعركة.
وفي المرحلتين التاليتين استطاع الثوار من تحرير مجمّع الكليات العسكرية (التسليح والبيانات والمدفعية والفنية الجوية), وبمشاركة ثوار داخل حلب المحاصرين استطاع الطرفان من تحرير الراموسة وبعض النقاط القريبة ليتمّ فكّ الحصار عن حلب بشكل كامل وعلى عرض عدة كيلومترات.
سمح فكّ الحصار لإدخال بعض المواد الغذائية للمدنيين المحاصرين والذين خرجوا فرحاً وابتهاجاً بفك الحصار عنهم وبتحرير تجمع الكليّات العسكرية والتي قتلت من أبنائهم آلاف الشهداء وشرّدت عشرات الآلاف منهم بسبب شدة القصف.
بالإضافة لاغتنام عشرات الأليات والسيارات ومئات صناديق الذخيرة والتي ستساعد الثوار على استكمال مراحل تحرير حلب, رغم كل الضغوطات الدولية لإيقاف هذه المعركة.
أقل من 3 اسابيع كانت كافية لنقل أحياء حلب وأهلها المدنيين والثوار من حالة الحصار والموت جوعاً إلى التحرير ومحاصرة قوات النظام ومؤيديه, حيث أثبتت هذه الأيام معنى توحّد الجهود العسكرية والانسانية على حدٍّ سواء
عمر حاج أحمد – مجلة الحدث