تعرض طريق حلب والمعروف بطريق “خناصر” مطلع الاسبوع الفائت لهجوم من قبل تنظيم الدولة على حواجز قوات النظام يعتبر الأعنف من نوعه، حيث يعتبر هذا الطريق الشريان الرئيسي وطريق الإمداد البري الوحيد للقسم التي تسيطر عليه قوات النظام من المدينة.
التنظيم شن الهجوم على الطريق الواصل بين قرية “أثريا” في ريف حماة الشرقي و بلدة “خناصر” في ريف حلب الجنوبي، تمكن خلالها التنظيم من بسط سيطرته على حواجز لقوات النظام بعد تفجير مفخختين بحاجز “أثريا”، وبحسب وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم فقد تمكن عناصرها من تدمير ثلاثة دبابات والسيطرة على دبابتين وعربة بي إم بي بالإضافة لمقتل أكثر من ثلاثين عنصراً.
بهذه العملية تكون مدينة حلب محاصرة بالكامل لتبدأ المعاناة تنتشر في أحيائها سواء الموالية منها أم المعارضة، حلب الجديدة، الحمدانية، صلاح الدين، والفرقان أحياء حلبية تخضع لسيطرة النظام، لم تكن الحياة فيها كسابق عهدها، حصار أعاد لأذهان السكان حصارا قبل سنوات عانت فيه المدينة من ويلات الحرب، رغم وجود التفاؤل بوقتية هذا الحصار إلا أن آثاره بدأت تضرب الحياة اليومية خاصة مع انقطاع الكهرباء العام ظهر يوم الأحد25من الشهر الحالي ، ليبدأ بعدها تجار الأزمات باستنزاف السوري من خلال رفع أسعار المواد التموينية والغذائية، بالإضافة لأزمة المحروقات التي بدأ بالظهور.
يقول أبو أحمد الحلبي:” إن محطات البنزين تشهد حالات ازدحام خانقة حيث يتوقع توقفها عن العمل بسبب نفاذ مخزونها وتوقف ورود البنزين تماماً، لكن المشكلة الأكبر على حد تعبيره تتمثل في نفاذ مخزون المازوت وتوقف مولدات الأمبيرات عن العمل، فبعد انقطاع الكهرباء عن أحياء المدينة بدأت الأمبيرات بالوصول إلى المستشفيات والأفران والمعامل والمؤسسات، ومع استمرار الحصار يلجأ أصحابها إلى شراء المازوت من السوق السوداء والذي ارتفع سعره ضعفين خلال عدة أيام، ولكن هل سيؤدي نفاذ المازوت من مناطق النظام إلى توقف الحياة بشكل كامل.
فحسب وكالة “أخبار سوريا” لم تقتصر أضرار خسارة النظام لطريق خناصر على المحروقات، بل امتدت لتصل إلى كل ما يوصف بالحياة، فتشهد الأسواق الحلبية انقطاعاً تاماً لكافة أنواع الفواكه، والقليل من الخضراوات الباقية ارتفعت أسعارها بشكل جنوني، بينما انقطعت لحوم الفروج الواردة من حماة، بينما مازالت لحوم الغنم موجودة ولكن بأسعار مرتفعة. يتخوف سكان حلب من استمرار الحصار وازدياد طمع تجار الأزمات، في ظل غياب لمديرية التموين التي تهتم بحماية المستهلك وحماية السوري من الاستغلال ومنع الغش، والأحرى بالنظام السوري أن يلتفت لمطالب شعبه ويبتعد عن انجازات الجيش الروسي.
في المقابل تشهد قرى وبلدات ريف حلب الجنوبي اشتباكات عنيفة بين قوات النظام المدعومة بالمليشيات الإيرانية وكتائب الثوار، تلك المعارك المرتفعة وتيرتها أدت لحركة نزوح كبيرة من سكان تلك المناطق. مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أكد أمس الاثنين حسب وكالة “نبض”، أن القتال في سوريا تسبب في نزوح 35 ألف شخصا من بلدتي الحاضر والزربة بالضواحي الجنوبية الغربية لمدينة حلب في الأيام القليلة الماضية، حيث اعتبر هذا النزوح هو الأضخم من نوعه خلال أربعة أعوام، تم استضافتهم في قرى “كفرناها” و “أورم الكبرى” حيث أعلنت عن حاجتها لدعم مادي عاجل بسبب الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها النازحون، لاسيما أن معظمهم يسكنون في العراء نتيجة النقص في الخيم، لتتحول بعدها القرى إلى ساحات صراع أدت لدمار قسم كبير من أحيائها.
ومن بين القرى المدمرة بلدة “الضويحي” بالريف الغربي لحلب، بلدة سيطرت عليها قوات النظام مطلع الأسبوع الحالي بعد انسحاب كتائب الثوار منها نتيجة الغارات الكثيفة من الطائرات الروسية، حيث استهدفت البلدة بأكثر من 20 غارة بالصواريخ الفراغية موقعاً العديد من الشهداء ودمارا هائلا في الممتلكات والأبنية.
تنظيم الدولة بدأ بأكبر عملية عسكرية في شمال البلاد تمكن خلالها من السيطرة على مضخة المياه الواقعة على طريق “إثريا”، في النهاية أعلن التنظيم سيطرته على أكثر من 19 حاجزاً لقوات النظام وقتل 20 عنصراً من لواء القدس الفلسطيني، فهل مسلسل الانتصارات الذي بداه التنظيم سيستمر .. أم أن نظام الأسد سيستعين بمليشياته لإعادة سيطرته عليها؟.
المركز الصحفي السوري – سائر الإدلبي.