حكم الشعب، التعدّديّات السّياسيّة، حريّة التّعبير والرأي، كلّها أفكار تصبُّ في مفهومٍ واحدٍ هو: ( الديمقراطية).
فهل تتمتّع سورية بالطّابع الديمقراطي ؟!
إنّ الدّيمقراطية مفهوم يختلف من شخصٍ إلى آخر؛ لذا فقد أُجري استبيان عن مفهوم الديمقراطية، ومدى تمتّع سوريّة بها.
أجابت الآنسة رقيّة :
سوريّة تتمتّع بطابعٍ ديمقراطيّ، لأنّ الدّيمقراطيّة تقوم على مبادىء عدة، وبعضها لا يتعارض مع الإسلام، فمثلاً اختيار الحاكم من قبل الشعب.
أضافت الآنسة ديانا :
الحرب التي عصفت بسورية واقتلعت منها جذور الأمن والراحة، والمصائب والآلام التي حلّت بشعبها، ماكان ليكون لو كانت الديمقراطية سائدة في سورية، المعاناة التي بدأت وما زالت مستمرة هي ثمنٌ لهدفٍ واحدٍ، ألا وهو ( أن تكون سورية دولة ديمقراطية ، ويكون شعبها هو الحاكم. لكن حتى يومنا هذا لم تنل سورية حريتها وحقّها في ممارسة الدّيمقراطية، وما زالت المعاناة مستمرة).
مفهوم الديمقراطية:
انطلق مفهوم الديمقراطية من اليونان وانتشر في باقي الدول شيئا فشيئا كأميركا وأوروبا وغيرها من الدول والديمقراطية مفهوم يعني أن يحكم الشعب نفسه بنفسه، الدولة التي تعلوها الديمقراطية يجب أن تسود فيها حرية التعبير والرأي، وتُطبق فيها مجموعةٌ من النّظم والمبادئ، كالدستور الذي هو أحد مبادىء الديمقراطية، وأيضا التّعددية السياسية، التي تتضمن تشكيل الأحزاب و تقديم التّسهيلات لعمل المنظمات، وغيرها من المبادىء التي تضمن حقوق الشعب، وفي حال سلب هذه الحقوق لابدّ من صراعات واحتجاجات، كما حدث في انكلترا عندما انتفض البرلمان الانكليزي ضدّ الملك تشارلز الأول، عام( 1600 / 1649).
ديمقراطية الأسد ظلام دامس:
أما على الصّعيد السّوري، فقد سُلبت حقوق الشعب، ومبادىء الديمقراطية يوماً بعد يوم، وبقي الشعب في صمتٍ رهيبٍ يعلوه الخوف والجهل، وهكذا بقي الشعب واقفاً دون حراك ،ولاسيّما في عهد حافظ الأسد، الذي أمعن في القمع والاستبداد. فارتكب المجازر، وملأ السجون بالمعتقلين، وأمعن في تعذيبهم، زرع الرعب والصمت في نفوس البشر زرعاً، حتى عام 2000 ، فقد بدأت سورية تحلم بالحرية من جديد، ترى نفسها خارجةً من نفق الصمت والرعب محلّقةً عالياً، بحكم جديد يسوده الأمن والحرية. لكن سرعان ما تلاشى هذا الحلم بلعبةٍ دستوريّة تضمن لابن الأسد(بشار) استلام الحكم، بعد القيام باحتيالٍ سياسيّ، قلب موازين الحكم لتصبح في يده، وليس للشّعب خيار سوى الصمت من جديد، لاسيما بعد الوعود الكاذبة التي طبق بعضها بدايةً، كالانفتاح السياسي والثقافي، و إطلاق سراح المعتقلين، لكن سرعان ما تلاشى هذا الأمل ،واختفى بريقه ليعود الظّلم ليخيم فوق سماء سورية، سالباً منها حريتها وأمنها، ولاسيما بعد اتباع أسلوب الاضطهاد والاستغلال والعنف ( الاعتقالات, إطلاق عمل يد المخابرات، وحملات التشويه الإعلامية ) وغيرها من الأعمال حتى ضاقت بها سورية ذرعاً وأبى الشعب السوري أن يبقى أسيراً في نفق الصمت .
ثورة الشعب:
خرجت بعض الأصوات السياسيّة القويّة من نفق الصمت هذا، مطالبةً بإسقاط قانونٍ تلو آخر، حتى وصل مطلبها إلى إسقاط النظام الذي بدا مرتاحا إلى قوته ظاناً أن الربيع لا مكان له في سورية، ممارساً شتّى أنواع الظلم والتعذيب، حتى اندلعت الحرب في سورية، حربٌ داميةٌ خلّفت مئات الآلاف من القتلى، ملايين من المهجرين، والمفقودين.
رغم كل هذا العنف والاستغلال إلّا أن سورية ما زالت تتقدم لتنال حريتها، مازال شعبها يقاوم حتى الرمق الأخير، طامحا لنيل الحرية، وسيادة الديمقراطية في أرجاء مدنها، ورغم الأهوال التي شهدها منذ انطلاق الثورة إلى يومنا هذا، مايزال هذا الشعب مصمماً على هدفه .
فهل ستنال سورية مطلبها ؟!
وهل سيكون للديمقراطية مكان في سورية من جديد؟!!
شيماء قادرو