“هل سنذهب اليوم بعد دوامي المدرسي إلى بيت جدي يا أمي؟
– أريد أن أذهب ونأخذ قالباً من الكيك نأكله معهم.
– حسناً سنذهب بعد دوامك المدرسي .
تنطلقُ “شمس” ذات التسع سنوات إلى مدرستها الواقعة في مدينة “دركوش” غرب إدلب صباحَ آخر يومٍ من عام 2017، تعتريها ملامح النشاط والأمل وابتسامةٌ لا تغادر ثغرها، أنهت شمس الدوام المدرسي بنشاطٍ وعزيمة، مسرعةً إلى المنزل لكي تذهب برفقة والدتها إلى بيت جدها.
” هيا يا أمي لنذهب باكراً فأنا اشتاق للعب عندهم
_ حسناً هيا لنذهب، اتبعيني.
” أنا من سيحمل قالب الكيك إلى بيت جدي”
تمشي أم شمس وتتبعها ابنتها الصغيرة بخطوات ملؤها الفرح والسرور، لكن سرعان ما أرهب الخوف قلب أم شمس، لقد غفلت عيني عن البنت، لماذا تأخرت يا ترى؟ تنظر وراءها ولا تجد شمس، تعود بالخطوات ولا أثر، تسأل المارة بحيرة، هل رأيتم شمس!؟
لكن دون جدوى، فشمس لم يعد لها أثر.
لم نترك منزلاً من الأقارب والأصدقاء، ولا حتى مشفى ومخفر إلا وسألناه .. لم يعلم أحد شيء عن شمس، كانت من أصعب الليالي التي تمر على تلك العائلة، كيف ستهدأ أم شمس وابنتها مجهولة المصير !! وأخبار الخطف والقتل كانت تدور في مخيلتها طوال الوقت
لم تهدأ العائلة، حتى قدوم فجر العام الجديد، حاملاً صدماتٍ وآهات..
لقد وجدوا شمس، مرمية في نهر العاصي، قد فارقت الحياة، خبرٌ قد أصاب قلوب جميع أهالي دركوش بالصدمة والذهول، فتاةٌ بعمر الزهور تخطف وتغتصب وترمى كالفريسة بالنهر.
وبعد فترة وجيزة ألقت قوات الأمن التركي القبض على أحد الجناة، كان على عداوة مع والد شمس، مما دفعه ذلك للعمل الشنيع انتقاماً من والدها.
بقلم : ريم مصطفى