ألقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية الضوء على الانقسامات التي أحدثها حزب الله في المجتمع اللبناني الذي نأى بنفسه عن الصراع السوري عند بدايته، لكن الحزب أبى إلا أن يورط لبنان من خلال الوقوف إلى جانب نظام بشار الأسد وإرسال عناصره لمحاربة المعارضة السورية. وضربت الصحيفة مثلا بمدينة رأس بعلبك الواقعة على الحدود مع سوريا، والتي انقسم سكانها إزاء حزب الله أقوى قوة سياسية وعسكرية على الساحة، مثلهم مثل مسيحي لبنان، فبينما قبل بعض سكان المدينة المؤيدين للحزب تلقي السلاح منه من أجل للدفاع عن أرضهم ضد الثوار السوريين، يتوجس آخرون من أيدلوجية الحزب الإسلامية وتحالفه مع حكومة بشار الأسد التي احتلت لبنان لزمن طويل. وأوضحت الصحيفة أن الانقسام الحاصل في مدينة رأس بعلبك يعكس انقساما أكبر عبر المجتمع اللبناني حول دور ووضع حزب الله بعد مرور عام ونصف العام على إرسال قواته إلى داخل سوريا لمساندة قوات بشار الأسد في معركتها الحاسمة ضد المعارضة السورية في مدينة القصير على الجانب الآخر من الحدود اللبنانية. وأضافت الصحيفة أنه منذ ذلك الحين، شن الحزب حربا استكشافية تسببت بوضع الشيعة تحت ضغط، وأثارت جدلا في لبنان حول قدرة أحد الأحزاب السياسية إدخال بلده في حرب مع دولة أخرى، رغم قوته. وأشارت الصحيفة إلى أن الصراع السوري الذي يزحف على لبنان قد وحد الأطراف المتناقضة، فمن كان ينتقد حزب الله في الماضي رحب الآن بوجود الحزب في رأس بعلبك، باعتباره حصنا ضد المسلحين السنة المتحصنين في المرتفعات، رغم أن بعضهم اتهم حزب الله بتأجيج التهديد إزاء لبنان. وبحسب الصحيفة فإن المنتقدين لحزب الله يرون أن تدخله العسكري في سوريا قرب لبنان من أتون الحرب، بشكل عام بما فيها حزب الله .