جاء تدخل حزب الله في سورية مع بداية الثورة عام 2011 وذلك بعد بدء تشكل كتائب من الجيش الحر وعدم مقدرة النظام على استيعاب الأزمة الحاصلة والتي قد تطيح به.
فور تدخل حزب الله في سورية و بشكل صريح بدأت عناصره مشاركة النظام في اقتحام المناطق الخارجة عن سيطرته وارتكابه المجازر بحق المدنيين بالإضافة لإرسال الحزب قيادات مهمتها تدريب عناصر النظام على الاقتحامات والمداهمات والتدريب على الأسلحة والمعدات العسكرية التي أصبح النظام يحضرها من الدول المساندة له.
مصطفى أحد شبان مدينة إدلب يقول” :كنت أرى عناصر من حزب الله في ساعات الصباح المبكر يتجولون في شوارع المدينة أثناء ذهابي إلى الفرن لأشتري الخبز و كان يميزهم عن عناصر النظام سياراتهم الفخمة ولباسهم النظيف والأنيق بالإضافة لأسلحتهم المتطورة”.
تركز تواجد عناصر حزب الله في مناطق دمشق وريفها بالإضافة لبعض المزارات الشيعية المهمة كمقام السيدة زينب والقرى الشيعية المهمة كقرى نبل والزهراء في ريف حلب وقرى كفريا والفوعة في ريف إدلب وكانوا يمارسون أبشع أنواع القصف على المدن المحاصرة في ريف دمشق كمدينة دوما وداريا بالإضافة لرفعهم أعلاما كتب عليها “لبيك يا زينب” في المناطق التي يسيطرون عليها.
أحمد من حلب أحد العساكر المنشقين في ريف دمشق يقول: “كانت الأوامر تأتي من عناصر حزب الله والتي كانت تستلم رئاسة الكتائب والألوية في الجيش بالإضافة لأخذهم صلاحيات من القيادات العليا تسمح لهم بفعل ما يشاؤون بالمدنيين والعساكر وقد تصل أحياناً للقتل دون محاسبة مع عدم مقدرة ضباط في الجيش على الرد على أوامر عناصر الحزب خوفاً من التصفية”.
أطلق ناشطون منذ عدة أيام حملة بعنوان “نصر الله مجرم حرب” تنديداً بالأعمال الإجرامية التي تقوم بها عناصره في سورية وخاصة الحصار الخانق التي تفرضه على مدن ريف دمشق مثل مضايا وبقين والزبداني. غرد أحد النشطاء على موقعه على تويتر متضامناً مع الحملة قائلاً “اختصر نصر الله جرائم النازيين والصهاينة والمغول وأمعن في تنفيذها على الشعب السوري”.
تكبد حزب الله خسائر فادحة في الأرواح بلغت أكثر من ألف مقاتل حسب ما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلا أن مصادر في الاستخبارات الأميركية اشارت إلى أن عدد قتلى عناصر حزب الله قد بلغ نحو 6 آلاف مقاتل وعلى الرغم من هذا لايزال الحزب يرسم بمزيد من العناصر للقتال في سورية.
لم تحبط العناصر الأجنبية التي أحضرها النظام من كافة الجنسيات من عزيمة كتائب الثوار على المضي في تحرير المناطق ليبقى السؤال هل ستشهد الحركات والأحزاب الطائفية نهاية مسيرتها على أيدي الثوار في سورية؟.
مصطفى العباس
المركز الصحفي السوري