هند (اسم مستعار) منذ اندلاع الثورة والحرب، التحق زوجي بصفوف المعارضة وكنت معه بطريقه أنا وأطفالي الثلاثة، نتنقل بشكل مستمر خوفاً من قصف الطيران، أو تسلل للجيش إلى أن قضى نحبهُ في إحدى قرى حلب.
هل كان تدمير #مخيم_اليرموك ( #فلسطين ) مقصودا لتغيير هويته؟
“مشواري بعده كان صعباً من جميع الاتجاهات، قضيت أربع سنوات أنا وأطفالي أعيلهم وحدي مع مساعدةٍ من أهلي، رغم بعد المسافات بيننا فهم يقطنون في تركيا، وأعاندهم بعدم هجرتي هذه الأرض”.
“كثرت عليّ أعباء الحياة وحدي وأصبح ذهابي لأهلي صعباً، أطفالي يكبرون ولا أحد يسأل عنهم من ذويهم. جمعتني الحياة بشخص طلب يدي للزواج، وتربية أولادي، فكرت كثيراً بالأمر، وكلُ من اسألهم يقولون: (تزوجي وأطفالك صغار ليتقبلوا فكرة العيش معه)”.
“تواصلت مع أهلي واخبرتهم، عن اتفاقي معه على متطلبات الزواج، بينما كانت سعادتي الكبرى أن أولادي بجانبي لن يتخلى عنهم، تمّ الزواج وبقينا عائلة واحدة”.
رافق حديث هند دموع حيرةٍ وألم قائلة “معاملته كانت جميلة معهم خلال عامين من الزواج، كان صديقاً لابني يخرجون ويعودون معاً، يعاقبهم برفق لو أخطأوا، وأصبح الرابط بين زوجي وابنائي مع قدوم مولودتي أخت صغيرة لهم”.
عينا هند الخضراء مزجت مع عروقها الحمراء ووجنتاها تبللتا بالدموع قائلة: “والله لم يكن همي غير أن أعفّ نفسي وأكون مع أولادي في منزلٍ واحدٍ ورجل يبعد عني مخاوف الحياة، فحياتنا قصف وتهجير، خطف وقتل”.
“أصعب لحظات مررتُ بها تخليه عن أبنائي طالباً إرسالهم لذويهم في مدينة حلب عن طريق التهريب، مع العلم أن لا أحد منهم اتصل يوماً للاطمئنان عنهم، غصات قهر بقلبي فأنا من تحملت وصبرت وتعبت معهم حتى نضجوا، لم أتخيل أن أفارقهم لحظة”.
“بعدوا عني تحت الضغط ولكن لم ارسلهم لأهلهم بل وضعتهم في ميتم في الشمال السوري، وآتي لزيارتهم بين الحين والآخر، بعد تركي لأبنائي بدأت أكره زوجي لعدم وجود سبب لتفرقتنا، وليس باليدِ حيلة”.
هند ليست الأولى ففي الثورة السورية كثرت النساء وكثر معها تعدد الزوجات فمن الرجال من خاف الله بالأنثى وأطفالها، ومنهم من تخلى ونقض عهده.
بقلم: فاطمة براء
المركز الصحفي السوري