شنت مقاتلات النظام السوري ومروحياته اكثر من ثلاثين غارة قرب مستشفى جسر الشغور طاول بعضها مبنى المستشفى نفسه حيث يتحصن 250 عنصراً من قوات النظام بينهم مسؤولون على مستوى رفيع في طوابقه السفلى، لمنع عناصر المعارضة من السيطرة على المستشفى وقتل او اسر هؤلاء المسؤولين لما لذلك من بعد رمزي خصوصاً بعد تعهد الرئيس بشار الأسد بتحريرهم، ودارت اشتباكات ضارية داخل المستشفى، في وقت عبر رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو الحدود جنوب تركيا وزار ضريح جد العثمايين سلمان شاه الواقع على بعد مئتي متر داخل سورية. وقرر «الائتلاف الوطني السوري» المعارض رفض لقاء المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في جنيف.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إن «الطيران الحربي نفذ 33 غارة على مناطق في محيط المستشفى الوطني على الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة جسر الشغور»، لافتاً إلى «اشتباكات عنيفة في منطقة المستشفى الوطني عند الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة جسر الشغور، بين مقاتلي فصائل إسلامية من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها عقب تمكن عناصر جبهة النصرة وجنود الشام من التقدم والدخول إلى أحد المباني في المستشفى الوطني».
واندلعت الاشتباكات، التي تنقلت من طابق الى طابق، عقب تفجير مقاتلي الفصائل الإسلامية عربة مفخخة في محيط المستشفى عند أطراف مدينة جسر الشغور التي تمكنت المعارضة من السيطرة عليها في 25 من الشهر الماضي عليها عقب تمكنها من طرد قوات النظام منها بعدما سيطروا على مدينة ادلب مركز المحافظة نهاية آذار (مارس) الماضي.
وإذ استقدم النظام تعزيزات من مدينة اريحا آخر المدن الخاضعة لسيطرته في ادلب، اندلعت اشتباكات عنيفة قرب قرية المشيرفة على الأوتوستراد الدولي بين اريحا وجسر الشغور وفي محيط تلة خطاب وعلى بعد مئات الأمتار قرب معمل السكر ومناطق أخرى في محيط جسر الشغور»، حيث قتل ثلاثون من عناصر النظام وفق مصادر المعارضة.
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «تمكن عناصر جبهة النصرة والفصائل الإسلامية من التقدم والدخول إلى أحد المباني في المستشفى الوطني» الواقع عند الأطراف الجنوبية الغربية لجسر الشغور. وأضاف أن «اشتباكات عنيفة اندلعت بين مقاتلي النصرة والفصائل الإسلامية من جهة وقوات النظام المتحصنة داخل المبنى من جهة أخرى».
ومنذ خسارة النظام سيطرته على المدينة، يحاول مقاتلو المعارضة دخول المستشفى وفق «المرصد»، فيما تكرر قوات النظام محاولاتها للتقدم من أجل تحرير المحاصرين فيه بعد تعهد الأسد قبل ايام بذلك.
الى ذلك، زار رئيس الحكومة التركي أمس ضريح مؤسس السلطنة العثمانية عثمان الأول في موقعه الجديد الذي يقع الضريح على بعد 200 متر عن الحدود التركية في الداخل السوري.
وقالت مصادر معارضة ان الهيئة العامة لـ «الائتلاف» صوتت في ختام اجتماعها في اسطنبول لمصلحة عدم تلبية دي ميستورا في جيف احتجاجاً على ادارته للمفاوضات ودعوته ايران قبل ان توافق على «بيان جنيف مع انها تحتل سورية وهي جزء من المشكلة» وفق رسالة سيرسلها «الائتلاف» الى المبعوث الدولي والأمين العام للأمم المتحدة.
الحياة ـ أ ف ب