صحيفة العرب
أن افتقاد السوريين إلى معارضة سياسية فاعلة، وتحظى بنوع من الإجماع، بات يشكل أحد أهم التحديات التي مازالت الثورة السورية غير قادرة على تخطيها، رغم مضي أربعة أعوام على اندلاعها، موضحا أن هذه الإشكالية بالذات أضحت إحدى أهم نقاط ضعف هذه الثورة، إذ أن الكيانات القائمة، من المجلس الوطني إلى الائتلاف الوطني، وغيرهما من الكتل والتجمعات، لم تستطع أن تثبت ذاتها كقيادة سياسية، ولم تنجح حتى على صعيد تشكيل الإطارات اللازمة، السياسية والعسكرية والإغاثية والإعلامية، ورأى الكاتب أن الفشل الأكبر للطبقة السياسية، التي تصدرت المعارضة، يتبدّى في عدم استطاعتها صوْغ الخطابات التي تعبر عن الثورة، وتوضح مقاصدها التحررية والديمقراطية، لتحويلها إلى ثقافة عامة، تحصّن المجتمع السوري من الخطابات الطائفية والتكفيرية، وتسهم في استقطاب الأطياف المترددة والحائرة والمتخوفة، منوها إلى أنه يمكن إحالة هذه القصور إلى حرمان السوريين من السياسة، منذ نصف قرن، وبالتالي غياب الأحزاب، وتدني الخبرات السياسية، وأشار الكاتب إلى أن أكثر العوامل تأثيرا في هذا الموضوع تمثل بالمداخلات الخارجية في الثورة السورية، والتي وصلت إلى حد بذل الضغوط لفرض هيئات معينة، كما حصل مع تشكيل المجلس الوطني، وبعده الائتلاف الوطني، وضمن ذلك اختيار رئيس هذه الهيئة أو تلك، وحتى الشخصيات العاملة فيها، لافتا إلى أن الأشخاص المعنيون بهذا الأمر أبدوا ضعفا في مقاومة تلك التدخلات، بحكم ارتهان الثورة السورية للمساعدات الخارجية، وبحكم افتقادهم لقاعدة حزبية أو شعبية، وبواقع تزايد نفوذ الجماعات المسلحة، وخلص الكاتب في نهاية مقاله إلى أن الثورة السورية مازالت موضع أمل، رغم كل المشكلات والتعقيدات والتحديات التي تتعرض لها، ومازالت مسألة تشكيل طبقة سياسية تقود المعارضة واحدة من أهم التحديات التي تواجه ثورة السوريين، وهذا برسم كل الشخصيات المعنية بهذا الاستحقاق.