أن تقف أمام الكثير من القصص مذهولا, تحاول أن تختزلها في كلمات هو عملي. وكثيرا ما تخونني الكلمات, وكثيرا ما تتوه الحروف في فضاءات القصص والحياة.
هل تستطيع الفروع الأمنية الحجز على #عقارات_المطلوبين؟؟
تغمرني رغبة مستمرة بتدوين كل ما أراه وأسمعه, ليتناقل الناس الحكايات وأخبار بعضهم, وليبقى ما يُذكَرُ للأطفال, شيء أكثر من أضغاث الذاكرة. لكن هناك ما لا تنصفه الكلمات, وبعض الحكايات أفضل ما تروى بالصمت. كما الحب تماما.
صيف ربيعي العاشر في حلب, تحمل أمي كتابا, ونتجمع وأخوتي حولها كالصيصان, لتعلمنا عن كتابة مواضيع التعبير. أذكر أني أمضيت الصيف مع ذلك الكتاب, وعدت إلى المدرسة حاملة إياه طوال السنة, حتى أن معلمتي انتبهت إليه بعد كتابتي لموضوع طلبته منا.
بدايات رحلتي في البحث عن ذاتي, أنا في ربيعي الثالث عشر في النزوح, وتهديني خالتي أول دفتر مذكرات لي, لم يلبث إلا أن تكدس مع عدة دفاتر أخرى. أبخسه إن لم أقل أنه ساعدني بتخطي أصعب الأوقات, وكان سلما لأصل إلى ما أنا عيله اليوم.
عام الجائحة, ومع تحول الجامعة إلى التعليم عن بعد في تركيا, أجد فرصة في عملي الحالي, أنا أكسب عيشي من الكتابة, إنه لأمر مدهش. لحين تخونك الكلمات وتتوه بين القصص بينما يخبرك مديرك, الأستاذ محمد, أن ترفع انتاجيتك وتكتب المزيد من القصص.
“آنسة بيان عليكي كتابة المزيد من القصص, لتتحسن مهارتك في الكتابة, الترجمة وحدها لن تجعل منك كاتبة أو صحفية”. الحق معه, لم استطع العثور على محتوى لفترة, رغم أني أعرف أني محاطة بالكثير من القصص.
أرسل الله عز وجل المعجزات مع رسله لأقوامهم مما برعوا فيه. قوم يحيى برعوا في الطبابة فكانت معجزته إحياء الموتى. وقوم موسى برعوا بالسحر, فكانت معجزته العصى والكف البيضاء. أما العرب فبرعوا باللغة والشعر, فكانت أكبر معجزة لمحمد عليه الصلاة والسلام هي القرآن.
بينما أتكلم لغتين عدا العربية, لغتي الأم, وأتعلم أخريين, لا أنفك أدعوا أن يزيد إبحاري في محيطات العربية. أسماني أبي “بيان” محبة باللغة العربية, ولكل من اسمه نصيب, أو العكس. قد يكون لي من اسمي نصيب ولو اليسير.
ولكن, عقدٌ حمل ما لن تحمله الجبال من الألم, وحمل على أكتاف السوريين, ضاقت الأرض بما رحبت واكتظت السماوات في أراوح الشهداء ورائحة البارود, اقتحم الحزن كل منزل وملاء حطام القلوب الحارات. أمام كل هذا, ليس كل ما يرى يروى, وليست هذي الحياة تنصف بالحروف, هنا يجف حبر الكلم.
بيان آغا
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع