رغم تعثره وانحسار الرقعة الجغرافية التي كان مسيطرا عليها منذ عامين ورغم الحرب الدولية المعلنة ضده منذ أكثر من 40 دولة لازال التنظيم يحتفظ ببعض قدراته التي يخالها البعض ضعيفة إلا أنها مؤثرة جدا وسط عجز دولي وإقليمي ظاهر عن إنهائه .
تمكن عناصر تنظيم الدولة في بادية حمص وبالقرب من صحرائها قتل ضابط برتبة عالية وجرح عدة عناصر آخرين آخذا زمام المبادرة بالهجوم على مواقع قوات النظام بالقرب من بلدة السخنة بريف حمص الشرقي رغم تحدث وسائل إعلام النظام عن الانتصارات الخلبية على التنظيم وغياب جثث القتلى والاسرى عن إعلامه في كل منطقة يسيطر عليها النظام .
تحدث إعلام النظام المسموع والمرئي عن السيطرة على مخيم اليرموك منذ أشهر بموجب اتفاق سري رعته روسيا تم على إثره نقل المئات من عناصر التنظيم من جنوب دمشق إلى شرق السويداء بسلاحهم وعتادهم ليتركهم النظام لمدة شهرين وهو منشغل مع قواته بالحرب على المدنيين في درعا والقنيطرة واختفاء عناصر التنظيم في وادي اليرموك تحت جنح الظلام .
رغم صغر وقلة المساحات التي يسيطر عليها التنظيم في محافظات السويداء وحمص وريف دمشق وديرالزور إلا أنه يقاتل بالسلاح الخفيف قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية دون جدية واضحة من قوات النظام بضراوة القتال .
أهالي السويداء اتهموا النظام مرارا وتكرارا بعدم جدية قواته بمحاربة التنظيم وخاصة بعد نقله إلى محافظتهم ليكون جار لهم في شرق المحافظة وبعد إعلان النظام عن نيته محاربته شرقا غير آبه بمصير 30 أسيرا من أبناء المحافظة يحاصر عناصر التنظيم في منطقة الصفا الصغيرة جدا والتي لا يزيد قطرها عن 10 كيلو مترات مستخدما الدبابات والطائرات والصواريخ بمنطقة تكاد تخلو من الأبنية السكنية البسيطة .
وضع النظام حجة لمواليه بأن تأخير حسمه معركة الصفا هو الجروف الصخرية وعدم خبرته بالأرض هناك وبطبيعتها متناسيا أن عناصر التنظيم هم أيضا ليسوا خبراء في تلك المنطقة فهل الحصار هو الاتجار السياسي وإطالة مدى الصفقة التجارية تلك أم أن النظام عاجز عن حرق أوراق التنظيم التي لاتزال خضراء .
بادية حمص تنتشر فيها العديد من المواقع العسكرية التابعة للنظام فضلا عن المطارات العسكرية ورغم أهمية البادية إلا أن النظام صنع استراتيجية حرب خاصة بمحاربة التنظيم على عكس محاربة الثوار والمدنيين في إدلب فحرب التنظيم يعتمد على قصف مواقعه بالطائرات أما حرب الثوار في إدلب يعتمد النظام فيها على حصد الأخضر واليابس من المدنيين كـ وسيلة ضغط عليهم .
تشكل الجيوب الصغيرة المتقاربة المسافات التي يسيطر عليها التنظيم في دير الزور على إثارة القلق لدى قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف التي بدورها قتلت الآلاف من المدنيين مشيرة إلى أنهم قتلوا عن طريق الخطأ فيما لايزال التنظيم يشن هجماته بين الفينة والأخرى على قوات النظام وسوريا الديمقراطية .
يترك النظام عناصر التنظيم شرق الفرات بدير الزور, لمواجهة التحالف وسوريا الديمقراطية, وينشر تصريحات عبر إعلامه أنه سيسيطر عليها لكن لم يحرك ساكنا .
فهل أصفرت أوراق التنظيم وبدأت باليباس أم مازالت خضراء وملمسها قاس أم أصبح التنظيم معادلة مستحيلة الحل .
المركز الصحفي السوري _ خاطر محمود