يشهد محيط دير الزور من الشرق والشمال السوري, بتقدم حشود عسكرية مجهزة من قبل النظام السوري والميلشيات الشيعية من حزب الله وإيران, في محاولة للسيطرة على المدينة والمعابر المحيطة بها المحاذية للعراق, فيما تستعد أمريكا وبريطانيا لإفشالهم والسيطرة على المدينة0
دير الزور المدينة التي تتجهز عدة دول أجنبية لاجتياحها والسيطرة عليها, لاستراتيجيتها بالمواقع الحدودية للمعابر واحتوائها على أكبر وأهم آبار النفط والمخزون الباطني في الشرق الأوسط, هي تبقى مسرح الأحداث بلا أدنى شك في القادم من الأيام، وهي وراء التحركات المتسارعة للقوى الإقليمية والدولية, التي شهدت مؤخرا في عمق البادية وما حولها, فيما سيصعد النظام السوري وحلفائه من الروس وإيران بتجهيز أكبر الحملات العسكري, للتوجه إلى البادية بهدف السيطرة عليها وإحكام سيطرتها على المدينة’ التي يسطر عليها تنظيم الدولة منذ ثلاث سنين وإلى الآن.
وكما تقوم الحشود الأمريكية والبريطانية جانبا إلى عدة فصائل سورية من قوى المعارضة المسلحة, تهدف أيضا إلى شن هجمة عسكرية انطلاقا إلى عمق البادية, للوصول إلى مدينة دير الزور, مع تحقيق هدف سابق لهم بتأمين الحدود الجنوبية مع اسرائيل في درعا والقنيطرة.
فيما كان لهم أول احتكاك عسكري قد جرى في طريق السباق إليها, يوم أمس الخميس الماضي, بشن غارات جوية بالطائرات الأمريكية على تجمع لقوات النظام السوري وقوات حليفة له قرب معبر” التنف” بين سوريا والعراق, فيما استدعى من النظام السوري وحليفته روسيا عدة تصريحات مستنكرة، وتهديد مبطن إيراني عبر البيان الذي أصدرته كتائب “سيد الشهداء”, والذي أكد عزم تلك الكتائب إلى العمل بطرد قوات الأمريكية من سوريا, تلك رسالة إيرانية تذكر الأمريكيين بالمقاومة العراقية بعد الغزو الأمريكي للعراق منذ أربعة سنين.
الصراعات على مدينة دير الزور والتسابق عليها, قد يصبح بغاية الأهمية في المنطقة, بتشديد التصعيد العسكري تجهيزا لاقتحامها والسيطرة عليها, أي إن كان من كل جميع الأطراف المقاتلة, وبالأخص قوات النظام السوري وحلفائه الروس وإيران, التي تندفع في عمق البادية باتجاه الحدود العرقية السورية, بينما تتوجه قوات أخرى ومعها بعض العشائر من المنطقة, لتحشد على تخوم دير الزور، وتسعى تلك القوات لتأمين ممر أو” كوريدور” من إيران عبر العراق إلى سوريا ومنها عبر دير الزور إلى حمص باتجاه لبنان، إضافة لقوات الحشد الشعبي على الطرف الآخر من الحدود, والتي تولت تأمين العمق العراقي لهذا الممر، العقدة الرئيسة لاستكمال المشروع, وهو إمساك الحدود وجزء من البادية وصولا إلى دير الزور.
أما أمريكا تحاول منع تحقيق هدف النظام السوري وحلفائه، لكنها تملك قوات كافية، فيحشدوا باستطاعتهم من قوات محلية في الأردن وعلى الحدود، ويمركزون سلاح الجو في خدمة حول منع تقدم القوات السورية والحليفة لها, واستهدفت تلك القوات قرب معبر “التنف” الحدودي مؤخرا, في رسالة جادة في العمل العسكري, فأهمية دير الزور لا تقتصر على الموقع الجغرافي, وضرورة الإمساك بها للتحكم بعقدة اتصال بين الحدود الغربية والشرقية والجنوبية ، إنما الثروة الكبيرة من حقول البترول والغاز, وهي مصدر تمويل تنظيم الدولة خلال السنوات الماضية.
وإن سعى الولايات المتحدة من أجل الحصول على آبار النفط في المدينة, وتثبيت السيطرة الطويلة عليها, فيما يسعى النظام السوري وإيران وحلفاؤهما إلى منع واشنطن من دخول تلك المنطقة والتمركز بها, فتكون دير الزور الآن محط سباق بين تلك القوى، وقد تكون نقطة الصدام بينها في القادم من الأيام، وهذا يؤشر إلى تصاعد الصراع داخل سوريا, وبالتالي ارتفاع وتيرة الصراعات في الميدان, وسيطرة الولايات المتحدة على المدينة, تمسكا بحبال الميدان والتحكم بشكل فاعل بقواعد الحراك العسكري ولاحقا السياسي.
الجديد بالذكر أنه يتمركز مقاتلون أمريكيون وبريطانيون في شرق سوريا, بمنطقة معبر باب التنف الحدودي للعراق والأردن, فيما قصفت الطائرات الأمريكية قافلة عسكرية لقوات النظام والميليشيات المساندة لها, لصد هجوم لقوات النظام السوري, يوم الخميس الماضي, في محاولة تقدمها إلى معبر” التنف”, أوقعت خلاله عدة قتلى في صفوفها.
المركز الصحفي السوري