كتب دينيس روس -مستشار سابق للرئيسين جورج بوش وبيل كلينتون– أن الأولوية الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دوليا هي تدمير تنظيم الدولة، وأنه لفعل ذلك سيحتاج إلى مساعدة الدول العربية والقبائل السنية لدحره واستبداله على أرض الواقع وتشويه سمعته، ومن دونهم فإن هزيمة التنظيم فيالموصل بالعراق وإخراجه من الرقة في سوريا قد تأتي بانتصارات باهظة الثمن.
وأضاف أنهم إذا لم يكونوا جزءا من إعادة الإعمار والحكم في أعقاب الانتصارات العسكرية، فقد نعيد تكرار ظروف إقصاء السنة والقمع في العراق وسوريا التي أدت إلى ظهور التنظيم في المقام الأول.
وإذا لم يكن هذا كافيا، فهذه الفكرة تفتقد أيضا أن هناك صراع في الشرق الأوسط الكبير اليوم يتنافس فيه الإيرانيون ومليشياتهم الشيعية ضد الأنظمة العربية التي تنتشر فيها تلك الميليشيات، وللأسف الروس في هذه المرحلة يدعمون الإيرانيين بوضوح.
ومضى روس بأنه إذا كان ترمب يريد تدمير التنظيم فهو بحاجة إلى إيجاد وسيلة لإقناع الدول السنية للعب دور أكبر في مكافحته، وهذا لا يعني أنهم لا يرون التهديد الذي يشكله التنظيم ولكنهم يرون التهديد الإيراني باعتباره تهديدا وجوديا.
كما أن الأنظمة السنية تريد معرفة أن الولايات المتحدة تدرك حجم التهديد الإيراني، ومع كل عبارات “المرشح ترمب” القوية بشأن اتفاق إيران النووي لم تسمع هذه الأنظمة الكثير منه عن أنشطة إيران لزعزعة الاستقرار في المنطقة وتأمل أن تكون أفعاله بقوة عباراته نفسها وهو “رئيس منتخب” لمواجهة التهديد الإيراني في الشرق الأوسط.
وقال روس إن هذه الرغبة والأمل في إدراك التهديد الإيراني يمكن أيضا أن توفر للرئيس المنتخب نفوذا حقيقيا على شركاء أميركا التقليديين في الشرق الأوسط، بما في ذلك تركيا، وبإمكانه أن يظهر لهم استعداده لبذل المزيد لمواجهة الإيرانيين ومليشياتهم الشيعية.
ومن جانبهم، سيحكمون على كيفية فهم الرئيس الجديد للتهديد الإيراني من نهجه في سوريا، فإذا كان سيدعم روسيا والأسد وإيران وحزب الله هناك بالفعل، فسيفترض هؤلاء الشركاء أنه يمثل استمرارا لموقف أوباما الذي ولد مخاوف عميقة بشأن الولايات المتحدة ونهجها في الشرق الأوسط، وبالتأكيد سوف يعتقدون أنه يختار الصراع الأكبر على ميزان القوى في المنطقة وعندها سوف يضطرون إلى السير في طريقهم الخاص وسيكون نفوذه عليهم أقل ما يكون.
وختم روس مقاله بأن الأيام القادمة ستشهد الكثير بشأن موقف سياسة ترمب الخارجية وستعتمد احتمالات نجاحه بشكل كبير على فهم الذين يمكن أن يساهموا فعلا في تحقيق هدفه، والاعتماد على بوتين والأسد قد يأتي بمكاسب على المدى القصير، لكن من شبه المؤكد أنه يضمن أن الإدارة الجديدة سوف تتعامل مع التجسيد القادم لتنظيم الدولة في وقت ما خلال الولاية الأولى للرئيس ترمب.
ديلي تلغراف