لم يكتف النظام بمحاربة شعبه المسالم، بل إن عجزه وفشله العسكري أمام قوة الحق ونداء الحرية دفعه لاستجرار الطامعين ومن لهم مصالح مشتركة لقاء بقائه على سلطة سقطت شرعيتها منذ سنين، بل سقطت مع أول هتاف للأبرياء من المدنيين ضد الظلم الموجه إليهم بمسيرته المتواصلة من الأب المجرم حافظ إلى الابن بشار فاقد الشرعية.
فتدخل روسيا القوية بسلاحها المتنوع والمحرم دولياً، وميلشيات إيرانية مسانده بحجة أولاها الدفاع عن المقدسات الدينية، وحزب الله وأعوانه، وآخرها أن الطريق إلى القدس يمر من دمشق، هذا إن كانوا يصدقون كذبة المقاومة والقضية الفلسطينية.
وهنا يظهر السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي ينتظر سوريا الدامية من تدفق هؤلاء الطامعين بالأرض السورية؟
وبالتالي ما الذي سترتب من نزاعات بين تلك القيادات على الأرض السورية؟
لتدخل روسيا أثر السلبي، فتدفق الروس زاد من معاناة السوريين حيث صرح مدير وكالة الأمن الروسية (إف. إس. بي) “ألكسندر بورتينيكيوف” أن نحو 2900 روسي تركوا روسيا للقتال في الشرق الأوسط حتى ديسمبر كانون الأول 2015.
ومع اعتراف إيراني أيضاً بتدفق المقاتلين بأعداد كبيرة للأرض السورية، باتت التصريحات واضحة، حيث صرح الجنرال جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني “من يقرر في دمشق إيران ومن يرسم الخطوط هي طهران” وبالطبع روسيا الطامعة لم يعجبها التصريح لأنها أيضاً طرفاً في النزاع وهي تحاول أن يكون الوضع تحت سقفها.
وظهر هذا الخلاف بين الروس والإيرانيين في الأيام الأخيرة في حلب عندما تقوم المليشيات بالعمل وحدها من دون غطاء جوي روسي لا تكون النتائج جيدة لكليهما فهذا يغضب للتصرف من طرف واحد، وذاك يعرف أنه غير قادر على مقاومة بطولات الثوار وإيمانهم بأنهم يدافعون عن أرض وعرض ووطن.
يزداد أكثر فأكثر الصراع ضمن الأراضي السورية ما بين إيران وروسيا وعندها سنرى العديد من الجنرالات تتساقط كالأواق الخريفة على أرض لا تمت لهم بصلة.
ومع اعتراف إسماعيل غآني “بأن الحرب في سوريا صعبة، لكن اعترفه أنها حرب هوية وشرف، وأضاف أن عشرة آلاف من قوات المعارضة السورية وصلوا إلى حلب وأكثر من ثلاثين انتحارياً مجهزين لاستهداف مراكز مهمة وحساسة في سوريا”.
ما الذي يقصده بذلك التصريح المزدوج؟ هل هو بمثابة رسالة ستهدد مصير الحرب في سوريا ومن ثم يقول هذا لا يعني نهاية الحرب فيها؟
سياسات تنفذ في سوريا التي هجرت ملايين الأشخاص وقتلت أكثر من نصف مليون ودمرت مدنا بأكملها وحشدت أطنانا من الأسلحة التي حولت سوريا من قبل روسيا والنظام إلى حقل تجارب للأسلحة الجديدة ومقبرة مأجورة للأسلحة منتهية الصلاحية فالأراضي السورية ليست بالنسبة لهم أكثر من حقل رماية..
لكن رغم الضغط على المعارضة فهي تسطر صموداَ عظيما هي أول حركة في العالم لا تلقى كل الأسلحة المطلوبة وخاصة سلاح المضاد للطائرات.
رغم ذلك لها دور في الغلبة من ناحية المد البشري وتسعى لتحرير الأراضي السورية ممن كان شعاره “الأسد أو نحرق البلد”.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد