عائلات أخرجت من منازلها لترى نفسها في شوارع دمشق بلا مأوىً ودون تأمين أيّ مكان بديل يلجأون إليه.
كيف يُشرع النظام السوري السيطرة على الأملاك
أفاد برنامج إذاعي على إحدى المحطات الإذاعي في مناطق سيطرة النظام اليوم الخميس 14 كانون الثاني/يناير، أنّ عدداً من عائلات العاملين في مطار دمشق الدولي في ضاحية باسل الاسد في دمشق أخرجوا من منازلهم، بحجّة أنّ ربّ الأسرة “العامل في المطار” توفي ولم يعد يحق لعائلته السكن في المنزل.
وصرّح رئيس لجنة الإشراف على الضاحية “هيثم الرفاعي” رداً على التساؤلات حول قضية إخلاء منازل المتقاعدين والمصابين وأسر المتوفين في الضاحية، بأنهم أنذروهم منذ شهر آذار/مارس عام 2019، وكان هناك استثناء لإحدى العائلات بسبب مرض رب الأسرة، إلاّ أنّه بعد وفاته أخرجت العائلة وفقاً للقانون الساري في الضاحية.
أما بالنسبة لتأمين العائلات التي أخرجت من منازلها والتي باتت تقطن في الشوارع وعلى أرصفة الطرقات بسكن بديل، فيقول الرفاعي أنّ اللجنة طالبت العديد من الجهات المختصة لتأمين حلول، إلاّ أنّ الأمر يحتاج قراراً خاصاً من رئاسة مجلس الوزراء.
لاقى ذلك القرار إنكاراً شديداً ورفضاً من قبل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبّروا عن سخطهم من قرارات الحكومة الظالمة من خلال تعليقاتهم، فتقول منال “ليش ما يعطوهن بيوت قبل ما يطالعوهن من بيوتن!! جد مسخرة”
ويقول أبو ذر الغفاري “والله أنتو ما بتخافو الله، ليش عطوهن بيوت على حساب الدولة، شو نهبتو البلد ورجعتو على بيوت العالم يلي ما عندا معيل!! اقطعوا التقاعد كمان”
وتقول سهام الفتحي “لعمى شو هاد!! يعني فوق الموت عصة قبر… لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم” ويقول يزن اليزن “يعني أكلوهن لحم ورموهن عضم، تفي”
وهذا غيضٌ من فيض ممّا يتعرض له أفراد الشعب بمختلف فئاته وأطيافه في مناطق سيطرة النظام القائم على الفساد واللامبالاة، وعدم الرحمة تجاه أي قضيّة يعاني منها الأهالي، عوضاً عن طوابير القهر والذلّ أمام كلّ مؤسسات الدولة.
ويبقى السؤال الأهم عمّا إذا كانت قرارات حكومة النظام مدروسة ومهيأة لإذلال الشعب، وتكريس معاناته وتلقينه سياسة القبول بأيّ قرار يصدره أحد مسؤولي حكومة النّظام، كمكرمة منه وشرف لشملهم بقافلة الإذلال.
محمد المعري
المركز الصحفي السوري