في سابقة من نوعها، سجّلت دمشق أعلى مهرٍ لفتاةٍ في سوريا بلغ قدرُه ألفَي ليرة ذهبية في الوقت الذي يتدافع فيه الناس أمام الأفران للحصول على رغيف خبز يسكت جوع أبنائهم، الأمر الذي دعا إلى استهجان واستنكار العامّة.
نشرت أخبار العاصمة دمشق على صفحتها اليوم خبراً مفاده أنّ عروساً سجّلت أعلى مهر في تاريخ المحكمة في سنة 2020م، وهذا ما كشفه محمود المعراوي القاضي الشّرعي الأوّل في دمشق، ليكون المهر الأول من نوعه بمقدّمٍ قدره (1000) ليرة ذهبية، ومؤخّر قدره (1000) ليرة ذهبية أخرى، مشيرا إلى أنّها حالة نادرة جدّا.
وأضاف المعرّاوي أنّهم في المحكمة لا يتدخلون في تحديد المبلغ المقدّم من العريس إن كان في الحدود المقبولة، ولكنّهم يقدّمون النّصيحة إذا كان المهر غير منطقي.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الخبر تزامن مع موجة من الاستهجان والاستنكار من قبل العامة الذين يجدون صعوبة في تأمين لقمة العيش لأبنائهم الذين بالكاد يؤمّنون لهم رغيف الخبز، في الوقت الذي يدفع فيه بعضهم مهرا يبلغ ألف ليرة ذّهبية.
الأمر الذي دعا بعض الناس إلى السخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات مثل: “البيع بالكيلو”، و” المقدّم حبر على ورق”، و” في خواريف كتير عادي” وغيرها من التعليقات. وجاء ذلك تزامناً مع وقوف النّاس لساعات طويلة أمام أفران الخبز للحصول على مخصّصاتهم من الخبز التي لا تُسْمِن ولا تُغْني مِنْ جُوع.
يعدّ غلاء المهور من أهمّ الأسباب التي تدعو الشّباب إلى العزوف عن الزواج، وفي ظلّ الأوضاع الرّاهنة التي تعيشها البلاد فإنّ الكثيرَ من الشّباب السّوريين غيرُ قادرين على تأمين المهور والسكن اللازم للزواج، ممّا أدّى ذلك إلى ارتفاع نسبة العنوسة ولاسيّما في مناطق سيطرة النّظام وفق ما صرّح به بعض الشّباب في أحد البرامج عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
المركز الصحفي السوري