أعلنت تركيا أنها لن تتراجع أو تؤجل عملية عسكرية ضد مواقع خاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» في شمال سوريا، مؤكدة أنها لن تستجيب لأي محاولات لثنيها عنها، وأنها تتعرض لاستهداف مسلح من جانب «وحدات حماية الشعب» الكردية؛ أكبر مكونات قسد.وفق الشرق الأوسط .
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن بلاده لن تتراجع أو تؤجل العملية العسكرية التي تخطط لتنفيذها ضد «قسد» في سوريا. ونفى أن تكون بلاده تلقت نصائح من أجل ثنيها عنها خلال قمة قادة دول «حلف شمال الأطلسي (ناتو)» في مدريد مؤخراً.
ورغم أن أنقرة لم تحدد موعداً للعملية العسكرية التي أعلنت عنها للمرة الأولى في مايو (أيار) الماضي، مكتفية بالقول إنها ستنفذ حال استكمال التحضيرات، فإن أكار قال إنه يؤكد ما سبق أن قاله الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من أن العملية ستنفذ بين ليلة وضحاها. وقال أكار: «إننا مصممون وعازمون على القيام بذلك في المستقبل، ونحن قادرون على ذلك».
وأشار أكار، خلال كلمة أثناء لقائه قادة وضباط وجنود الوحدات العسكرية التركية في منطقة داغليجا الحدودية مع العراق بولاية هكاري، جنوب شرقي تركيا (الأحد)، إلى أن بلاده بصدد وضع خطط متعلقة بكل ما يجب القيام به، والإجراءات المتعلقة بالعملية وآلية تنفيذها.
وشدد الوزير التركي على أن بلاده لا تريد حدوث صدام وصراع ساخن مع الولايات المتحدة التي تدعم قوات «قسد» في إطار حربها ضد «داعش» في سوريا، لكنه أكد في الوقت ذاته تمسك أنقرة بالعملية. وأوضح أن بلاده «تقوم بإجراءات لتقليل مخاطر الصراع»، مضيفاً: «لن نقدم على عملية غير مفهومة للمجتمع الدولي، بل سنجري عملية بشكل يتفهمه المجتمع الدولي».
وأضاف أن بلاده ستواصل عملياتها العسكرية ضد «الوحدات» الكردية في شمال سوريا و«حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق، لمنع تشكيل ما سماه «الممر الإرهابي» على حدود تركيا الجنوبية. وقال إن «هناك مضايقات خطيرة ضد القوات التركية في منبج وتل رفعت، في ريف حلب، وتركيا تتابع هذه المضايقات من وجهة نظر الخدمة العسكرية والمسائل التكتيكية والفنية، ولديها خطط تعمل وفقها في سبيل ذلك». أعلنت تركيا أنها تتعرض لاستهداف مسلح من جانب «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية أكبر مكوناتها، لا سيما من منطقتي منبج وتل رفعت، اللتين سبق أن أعلنت أنقرة أنها تحضر للقيام بعملية عسكرية فيهما، من أجل استكمال حزام أمني بعمق 30 كيلومتراً في عمق الأراضي السورية على حدودها الجنوبية.
وتابع الوزير التركي بأن القوات التركية تواصل عملياتها لمكافحة الإرهاب داخل البلاد وخارجها «حتى القضاء على آخر إرهابي، وإحلال الأمن والسلامة في الحدود التركية». لافتاً إلى أن القوات التركية حيدت أكثر من 2200 مسلح في شمال سوريا والعراق، منذ بداية العام الحالي، من عناصر الوحدات الكردية وحزب «العمال» الكردستاني.
ويهدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان منذ أواخر مايو (أيار) الماضي، بإطلاق عملية عسكرية مفاجئة تستهدف مناطق سيطرة قوات «قسد» في منبج وتل رفعت في شمال سوريا، إلا أن العملية لم تنطلق حتى الآن بسبب تحذيرات من الولايات المتحدة وروسيا اللتين أعربتا عن معارضتهما لها، وأكدتا أنها ستعرض أمن المنطقة للخطر، فضلاً عن عرقلة جهود القضاء على خلايا تنظيم «داعش».
وتعتبر تركيا «وحدات حماية الشعب» الكردية في سوريا، ذراعاً لحزب «العمال» الكردستاني، المصنف لديها منظمة إرهابية، بينما تعتبرها الولايات المتحدة أوثق حليف في الحرب على «داعش». ويعد هذا التباين أحد الملفات الخلافية العالقة بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وتقول تركيا إن العملية العسكرية المحتملة تهدف إلى استكمال إقامة منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، بهدف إنشاء حزام أمني على الحدود الجنوبية لتركيا، لمنع الهجمات التي تتعرض لها من جانب «قسد». وحدد إردوغان العملية المحتملة بالمناطق الخاضعة لسيطرة «قسد»، في منبج وتل رفعت بريف حلب بين «ليلة وضحاها»، عندما تكتمل التحضيرات الخاصة بها.
ودفع الجيش التركي في الأيام الأخيرة بتعزيزات ضخمة إلى قواته المنتشرة في حلب، كما صدرت تعليمات إلى فصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا برفع درجة الجاهزية والاستعداد. وقال بعض القادة العسكريين، إن العملية التركية باتت أقرب من أي وقت مضى، وستنفذ على جميع محاور القتال على هيئة هجمات شاملة خاطفة.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع