وقال أكار -في تصريح للصحفيين بولاية هاتاي- إن بلاده “لا نية لديها للتصادم مع روسيا، وإن هدفها هو إنهاء مجازر النظام ووضع حد للتطرف والتهجير”.
وأضاف “ننتظر من روسيا استخدام نفوذها لإجبار النظام على الانسحاب إلى حدود اتفاقية سوتشي”.
وأشار المسؤول التركي إلى أن بلاده سترد ضمن حق الدفاع المشروع على كافة الهجمات على نقاط المراقبة والوحدات التركية في إدلب، مشيرا إلى أنه تم “تحييد” أكثر من ألفيْ عنصر وتدمير 72 مدفعية وراجمة صواريخ وثلاثة أنظمة دفاع جوي وطائرة مسيرة وثماني مروحيات و103 دبابات للنظام.
من ناحية أخرى، نقل مراسل الجزيرة عن مصادر في المعارضة السورية قولها إنها أسقطت طائرة تابعة للنظام السوري في إدلب، فيما نفت وسائل إعلام سورية الخبر مؤكدة -في المقابل- أن قوات النظام هي التي أسقطت طائرة مسيرة تركية على مدينة سراقب بريف المحافظة.
يتزامن ذلك مع تكثيف الجيش التركي قصفه المدفعي وبالطائرات المسيرة لعشرات المواقع التابعة للنظام في ريفي إدلب وحلب منذ ليلة أمس، واستعادة المعارضة قرى جديدة في المنطقة.
وقال مراسل الجزيرة في وقت سابق إن القصف التركي تركز بشكل كبير في محيط مدينتي سراقب ومعرة النعمان وقرى جبل الزاوية بريف إدلب، بالإضافة إلى مواقع بريف حلب الغربي.
وأكد أن استهداف مواقع النظام تزامن مع اشتباكات عنيفة خاضتها المعارضة السورية في ريف إدلب، أسفرت عن تقدمها ودخولها إلى قرى القاهرة وقليدين والعنكاوي في سهل الغاب بريف حماة.
ونقل المراسل عن المعارضة أنها قتلت عشرات الجنود ودمرت عددا من الآليات، كما تصدت لمحاولات قوات النظام التقدم في جنوب سراقب.
كما أفاد بأن تسعة مسلحين من حزب الله اللبناني قتلوا، وأصيب عدد آخر في المعارك.
على صعيد آخر، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن 21 مقاتلا من لواءَي “فاطميون” و”زينبيون”، قتلوا أثناء المواجهات المسلحة الأخيرة في إدلب.
وقد دعت قيادة القوات الإيرانية في سوريا -التي تعرف نفسها باسم المركز الاستشاري الإيراني في سوريا- أنقرة للتصرف بحكمة لضمان مصالح الشعبين التركي والسوري.
وأفاد المركز بأن القوات التركية في سوريا كانت في مرمى “قوات المقاومة” طوال الشهور الماضية، لكن لم يتم استهدافها نتيجة الاتفاقيات السياسية وقرار القيادات العسكرية.
وأضاف المركز أن “القوات التركية استهدفت قواتنا في الأيام الماضية. وعلى الرغم من جهودنا لحل الوضع، استمرت الهجمات التركية مما أدى إلى مقتل عدد من أفراد قواتنا”.
سياسيا، وفي مسعى لخفض التوتر، قال بيان للرئاسة الفرنسية إن الرئيس إيمانويل ماكرون دعا نظيريه الروسي والتركي إلى ضرورة وقف إطلاق النار شمالي سوريا بشكل دائم، وفق ما التزم به الطرفان في القمة الرباعية التي عقدت في خريف عام 2018.
كما أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث هاتفيا مع ماكرون تصاعد التوتر في إدلب، مشيرا إلى أن بوتين أبلغه بأن كل جوانب التسوية في سوريا ستُـبحث بشكل جوهري خلال لقاء يجمعه بأردوغان في موسكو، رجحت مصادر تركية أن يعقد في الخامس من الشهر الجاري.
ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر دبلوماسية في الرئاسة التركية، أن أردوغان بحث مع ماكرون –خلال اتصال هاتفي بينهما- الأزمة السورية ومسألة اللاجئين، وطالب بضرورة اتخاذ خطوات ملموسة بشأن التضامن بين الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
كما قالت الرئاسة الإيرانية إن أردوغان أكد لنظيره الإيراني حسن روحاني -في اتصال هاتفي آخر- أن الحل السياسي هو السبيل لإنهاء الأزمة في سوريا.
وأضافت أن روحاني اقترح على الرئيس التركي عقد لقاء ثلاثي يجمع مسؤولين من إيران وتركيا وسوريا بشأن إدلب، وأبدى استعداد طهران لاستضافته.
نقلا عن الجزيرة