تنحو تركيا باتجاه الطابع الإسلامي رغم محافظتها على مكتسبات العلمانية؛ بعد سلسلة قرارات وإجراءات متتابعة لظهور مظاهر إسلامية كان آخرها إخراج صورة أتاتورك من القصر الحكومي ومقر أردوغان واستبدالها بطابع إسلامي مهيب كتب عليه “الله- محمد”، الآن تركيا تسمح بلباس الحجاب لدى الشرطيات بعد أن سمحت لكل من الموظفات وطالبات الجامعة والثانوية بلباسه تدريجيا.
قررت الحكومة التركية السماح، اعتبارا من اليوم السبت، للشرطيات بارتداء الحجاب الإسلامي تحت غطاء الرأس الرسمي، على أن يكون من لون البدلة الرسمية نفسه وألا يحتوي على أي نقوش.. جاء ذلك في بيان نشر في الجريدة الرسمية اليوم السبت.
وقد كان سابقا حزب العدالة والتنمية الحاكم طالب باستمرار بإلغاء القيود المفروضة على ارتداء الحجاب، حتى أصبح الرئيس رجب طيب أردوغان متهما من جانب خصومه بإضعاف الأسس العلمانية التي تقوم عليها الدولة التركية المعاصرة.
ولكن مؤيديه يشيرون إلى خطوات مماثلة خطتها مؤخرا كل من اسكتلندا وكندا بالسماح للشرطيات المسلمات بارتداء الحجاب.
ولا ننسى الحكم القضائي الأخير في فرنسا بعد الجدل الكبير حول السماح بلباس البوركيني على الشواطئ الفرنسية.
إذ أنهى القضاء أول أمس الخميس الجدل من خلال حكمه بالسماح بلباسه، وبذلك أنهى حكما قضائيا سابقا ينص على ترك هذا الجانب وجوانب أخرى تتعلق بحرية الأديان إلى الطابع العام لكل ولاية، وإدارة عمدة الولاية ذاته، وقد انتشرت مؤخرا صورة مجموعة من الشرطة الفرنسيين يجبرون امرأة على خلع لباس البوركيني على الشاطئ وسط صفير وتصفيق، ما اتخذه البعض إشارة إلى التحيز العنصري، وبعضهم الآخر عدّه انتصارا لمكتسبات العلمانية.
وفي رد حول الحادثة أثيرت تساؤلات حول السماح للنساء بارتداء الصليب في أعناقهن وهو رمز ديني، وبالمقابل عدم السماح بلباس البوركيني الذي يشير فيما يشير إلى الرمزية الإسلامية.
وكانت تركيا رفعت الحظر المفروض على ارتداء طالبات الجامعات الحجاب في عام 2010، كما سمحت بارتدائه في المؤسسات العامة في عام 2013 والمدارس المتوسطة في عام 2014.
علما أن أردوغان في العقد المنصرم اضطر لنقل ابنته إلى أمريكا لتتم دراستها لأن القانون العلماني في تركيا كان يمنع ارتداء الحجاب في الجامعات، ولم يكن أردوغان قادرا في يبدو على الاصطدام مع السياسات الحاكمة آنئذٍ.
المركز الصحفي السوري- علاء العبدالله