قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي، كبير المفاوضين الأتراك، فولكان بوزقير، يوم الخميس، أن اتفاقية إعادة قبول المهاجرين مع اليونان، لا تشمل السوريين والعراقيين، مؤكداُ في الوقت نفسه حق بلاده فسخ الاتفاقية في حال لم يلغ الاتحاد الأوروبي تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك.
ونقلت وكالة (الأناضول) عن بوزقير قوله إن “الاتفاقية الثنائية مع اليونان، حول إعادة قبول المهاجرين، والتي تم توقيعها قبل فترة طويلة، لا تشمل السوريين والعراقيين”.
وأوضح بوزقير أن الدفعة الأخيرة من المهاجرين الذين أعادتهم اليونان إلى تركيا، والبالغ عددهم 300 شخص، شملت المهاجرين غير السوريين والعراقيين، الذين عبروا إلى اليونان بطريقة غير شرعية.
وكانت تركيا أكدت في وقت سابق أن إعادة قبول المهاجرين المنطلقين من أراضيها نحو أوروبا، لن يشمل اللاجئين السوريين.
وفي مواجهة الأزمة الإنسانية في اليونان طلبت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل عقد قمة طارئة للاتحاد الأوروبي مع تركيا يوم السابع من آذار في بروكسل تأتي في أعقاب اتصالات دبلوماسية مكثفة مع أنقرة لإنقاذ الاتفاق السابق الذي أبرم في يوم 29 تشرين الثاني ويهدف إلى الحد من تدفق اللاجئين.
وذكر بوزقير أنه “فيما لو استمرت الاشتباكات في سوريا وسقطت مدينة حلب (بأيدي النظام بالكامل)، فإن مليون ونصف المليون سوري سيواجهون خطر النزوح واللجوء”.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا حوالي 2.2 مليون نسمة، اذ تعد تركيا من المحطات الهامة بالنسبة للاجئين الراغبين بالعبور إلى اليونان بحراً ومن ثم إلى الدول الأوربية الغنية للحصول على حق اللجوء.
وتوقع بوزقير بأن “سوريا قد تشهد حالة أسوأ من ذلك، وهي تحرك سكاني ضخم بنحو 3.5 شخص، نحو الشمال أو الجنوب”، مؤكداً أن ذلك يبيّن مدى ضرورة إنشاء “منطقة آمنة” في سوريا.
وكانت تركيا جددت مؤخرا، دعواتها لإقامة “منطقة آمنة” بعمق 10 كم داخل الأراضي السورية تشمل مدينة اعزاز.
ولفت بوزقير إلى ضرورة “فهم الاتفاقية الموقعة بين تركيا والاتحاد الأوروبي بشكل صحيح”.
وأضاف الوزير التركي أن “بلاده ستطبق اتفاقية إعادة قبول المهاجرين في حزيران المقبل، لكنها تمتلك حق فسخ الاتفاقية، في حال عدم إلغاء الاتحاد الأوروبي تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك، خلال تشرين أول وتشرين الثاني القادمين”.
وتعتبر تركيا من الدول التي يمكن من خلالها عبور المهاجرين إلى أوروبا, ووقعت تركيا مع الاتحاد الأوروبي في تشرين الثاني الماضي، خلال قمة بروكسل التي جمعت 28 دولة، اتفاقا تتعهد بموجبه بوقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا مقابل الحصول على حوافز مادية بقيمة 3 مليار يورو لتحسين حياة اللاجئين السوريين الذين يعيشون الآن في تركيا، وتسهيلات للمواطنين الأتراك بوعد دخولهم إلى أوروبا دون الحاجة إلى تأشيرات دخول.
ومن المقرر أيضا أن يعقد الاتحاد الأوروبي قمة مع تركيا لبحث أزمة المهاجرين في 18و19 آذار الحالي.
يشار إلى أن تدفق اللاجئين إلى أوربا خلال العام الجاري تسبب بأزمة لجوء “غير مسبوقة” دفعت دول عدة لاتخاذ إجراءات تهدف لمعالجة الأزمة وسط غياب التوافق الأوربي على رؤية موحدة للحل.
سيريانيوز